ارهاب الأسعار غلاء وعرقلة للتنمية تساؤلات كثيرة باتت تشغل بال المواطن في مجتمعنا العربي ، بل لتتجاوز هذا المجتمع وتصل به الى العالم أجمع ، ويصب فحو هذه التساؤلات في نهر واحد ألا وهو متى سيتوقف هذا الغلاء ؟ومتى سيستطيع المواطن بالعالم أجمع تأمين حاجياته الأساسية دون عناء؟ لم نعد في الآونة الأخيرة نسمع الاعن ارتفاع الاسعار وارتفاع نسب التضخم والأزمة الاقتصادية وغيرها من المصطلحات التي اعتدنا على سماعها ، وبكل أسف لم نعتد على التأقلم عليها ولاعلى كيفية التعامل معها.حقيقة لقد بات المواطن في حيرة شديدة من هذا الارتفاع المستمر للأسعار ! والذي لا مبرر له الا بعض العبارات الاقتصادية والتي تساند العبارات الآنف ذكرها لتبرير هذا الغلاء ونذكر منها \"التكاليف،المتطلبات الاقتصادية، تداعيات الأزمة الاقتصادية\" لكن يبقى المواطن في جهالة لما يدور من حوله، لتطول أيضا هذه الجهالة ميزانيته المحدودة ، فكيف له بتلك الوريقات البسيطة أن يؤمن حياة كريمة لأفراد أسرته،وكيف له ان يحقق هذا التوازن بين زيادة الأسعار وتجمد الرواتب؟ فكل ما حاول المواطن أن يعتاد على نمط معيشي معين، تختلط جميع اوراقه مع سماعه أول نشرة اقتصادية أو مع نزوله الى أقرب محل تجاري.والنتيجة الحاصلة تتخطى عدم مقدرة المواطن على تأمين حاجياته،لتصل الى انتقال العديد من الأسر ذوي الدخل المتوسط الى فئة الطبقة الفقيرة،مما قد يؤدي الى تلاشي الطبقة الوسطى نهائيا واختلال تركيبة المجتمع لتنقسم الى فقراء وأغنياء مما يجر عنه تبعات أكثر خطورة كالبطالة والرشوة والسرقة، تحت بند تحسين مستوى المعيشة وتصبح الغاية تبرر الوسيلة على الرغم من عدم شرعيتها! وفي حالات أخرى سيضطرالمواطن للوقوف على الأطلال، ليتحسر على ماكان يعيشه من رفاهية ونعمة، اذ كانت تلك الوريقات التي يتقاضاها منذ بضع سنوات تسد كافة حاجياته بما فيها المسكن والملبس والمأكل والعلاج، وتؤمن له حياة ميسورة حتى حلول موعد راتبه القادم... لكن بما أن اندماج الطبقة الوسطى مع الفئة الفقيرة يعتبر اخلالا بالبنية المجتمعية السليمة وبما أن الوقوف على الأطلال لن يجدي نفعا مع أول طلب سيعجزالمواطن عن تلبيته، سنحاول الوصول الى حلول مبدئية من شأنها أن تساعد أي مواطن يمر بهذه الأزمة شريطة أن تطبق فعليا في واقعنا المعاش ، وأن نسعى جاهدين لأن لا تبقى حبيسة هذا المقال. أولا يجب أن نقوم بتوعية المواطن أو ما يسمى بالمستهلك من حيث اقباله المبالغ فيه على شراء منتوج بعينه دون غيره ويسعى دائما الى ايجاد البدائل،ثانيا يجب منع مايسمى بالاحتكار وذلك حتى لا تتمكن جهة معينة بالتحكم في الأسعار، أما ثالثا وأخيرا يجب وجود جهة موثوق بها تؤمن للمواطن الأسعر المناسبة ، وتعاقب كل من يفكر في تجاوز هذه الأسعار، حلول يمكن ان تكون بسيطة في كلماتها لكنها قيمة في محتواها، ستسهل الشيء الكثير على كل من مر أو لا زال يمر بهذه الأزمة بقلم:ريم السويسي:كاتبة واعلامية