بين العمر العقلي والعمر الزمني نقلاً عن تصنيفات علماء النفس أن لكل منا عمرين (عمر زمني و عمر عقلي) ولكن ربما جرت العادة في المفاهيم لدى البعض من الناس أن العمر المعلوم هو عمر الإنسان الزمني .. أي منذ ولد حتى الآن... أما العمر العقلي فهو عمر يتم تكوينه من خلال تحصيل الإنسان العلمي والفكري وكذلك من واقع المجتمع وتجارب الإنسان وحياته وبيئته التي نشأ فيها. فمثلا من عاش وتربي في وسط صغير ومحدود ومنغلق .. فهل سيكون عمره العقلي مثل من عاش وتربي في المدينة بكل ما فيهامن تحديات و مميزات واستثمر الوسائل المدنية بشكل فعال.؟ ولذلك العمر الزمني هو ثابت والعمر العقلي متغير . بمعني أنه قد يكون إنسان عمرة الزمني 20 عاما ويكون عمره العقلي إما اكبر وإما اقل. فإذا كان عمره العقلي أكبر من عمره الزمني فهذا ما يطلق عليه ( سابق سنة – ذكي وإذا كان اقل يكون فهو متأخر عقليا – أو ربما غبي ) وهناك تصنيفات تصل إلي حد التخلف.وذلك و فقأ لمقاييس ومعايير وتصنيفات الذكاء..والتي في أسفل سلمها المعتوهين ..وفي ذروة السلم رفيعي الذكاء والعباقرة.. وتعني درجة ذكاء الفرد بالنسبة إلى الأفراد في نفس سنه, فمثلا: عندما نقول أن عمره العقلي 9 سنوات فيعني أنه ينجح في اختبارات الذكاء التي يجتازها طفل عمره 9 سنوات, والعمر العقلي يستخدم في قياس نسبة الذكاء وذلك بقسمة العمر العقلي على العمر الزمني وضرب الناتج في 100 لذلك فإن الإنسان الذكي هو من كان قادراً على استيعاب المعلومات و إدراك ما كانت ترمي إليه هذه المعلومات وعلى صياغتها بطرق تسهل عليه فهم الواقع ليكون قادراً على التعامل معه بشكل مفيد وبنّاء . وتجدر الإشارة إلى أن التخلف العقلي يلحق به تخلف اجتماعي و مهني و عاطفي بسبب عدم القدرة على التعامل مع البيئة و أبناء المجتمع بالشكل المعقول. وهذه ثلاثة أمثلة : :1 شخص عمره 20 سنة و لكن تصرفاته و حركاته توحي على أنه ابن 10 سنوات . 2 : شخص عمره 12 سنة و لكن تصرفاته و كلامه و منطقه و حركاته توحي على أن سنه 19 سنة . 3 : شخص عمره 20 سنة و تصرفاته وتفكيره توحي على أنه ابن 20 سنة . أي أن الإنسان يُحسَب من طريقة تفكير عقله لا من سنه فالذي يحدد شخصية الشخص الفلاني هو تحركاته و تصرفاته في المجتمع . و نقول للشخص في المثال الأول أن عمره الزمني غلب على عمره العقلي . و للشخص الثاني أن عمره العقلي غلب على عمره الزماني . و للشخص الثالث أن عمره العقلي مساوٍ لعمره الزماني . وهذه الاختبارات الذكائية تقيس القدرة العقلية بصورة عامة . ولعلي اربط ما ينطبق على قياسات ورصد سلوك الفرد فهو نفس الشئ ما ينطبق على المجتمعات والدول مع الفارق في آليات القياس. ولكن الشاهد في الأمر هو استغلال الإمكانيات العلمية والمادية للارتقاء حضاريا ومدنيا وتحقيق القفزات المعرفية بتجاوز الزمن .وربما من شواهد العصر دولتان في جنوب شرق أسبا وهما ماليزيا وكوريا الجنوبية ..ورغم قصر العمر الزمني في تاريخ الأمم ..إلا أن القفزات النوعية في مجالات متعددة ما يبرهن أن قصر عامل الزمن ليس حاجزا لاى تطور بل قد يكون شاهدا على تخلف هذه الأمة أو تلك.. والله ولي التوفيق سليمان محمد المشاري كاتب سعودي [email protected]