نظم فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة الباحة ممثلاً في المقهى الثقافي مساء أمس الأول أمسية ثقافية شارك فيها الدكتور خميس بن صالح السالمين من جامعة الباحة، قدم خلالها ورقة تحت عنوان (الرواية التاريخية بين التعددية والتوثيق) وذلك بقاعة المحاضرات بالجمعية . وتحدث الدكتور السالمين الباحث في التاريخ والسيرة خلال الأمسية عن منهج الشك في التاريخ وتناقض بعض الروايات التاريخية المليئة بالغرائبية متعذرة الاستيعاب، نافياً مقولة التاريخ يعيد نفسه ومستبعداً فكرة استفادة الإنسان من التاريخ كون كل إنسان يتعاطى مع واقعه بحسب لحظته وآنيته ، متذكراً مقولة أن الناس يقرأون التاريخ ويريدونه كما يشاؤون وأن الذين يتعلمون الصواب من التاريخ ضحايا كونهم أكثر وأفدح أخطاء من الذين يتعلمون الخطأ من أنفسهم ويستفيدون من حياتهم وتجاربهم . وبين أن المعايير الموضوعية مفقودة في كتابة التاريخ ولا يمكن تطبيقها على الواقع ، مشيراً إلى أن التاريخ صناعة شأن بقية الصناعات، مشبهاً فصول ومدونات المؤرخين بالقنوات الفضائية المعاصرة حيث إن التاريخ لم يكتب في الغالب إلا بطلب من صاحب سلطة للخروج منه بأحكام عامة صالحة ومنسجمة مع الأحكام العامة والسلوك البشري ، مستعرضاً منهج التعامل مع الرواية التاريخية الإسلامية عند المحدثين والمؤرخين .