شدد الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان في خطاب القسم الذي القاه عصر أمس الاحد على اهمية تحديد استراتيجية دفاعية عبر (حوار هادىء) وعلى قيام علاقات دبلوماسية مع سوريا، رافضا استخدام السلاح في الداخل. وقال سليمان امام النواب اللبنانيين بعيد انتخابه (ادعوكم جميعا قوى سياسية ومواطنين لنبدأ مرحلة جديدة نلتزم فيها مشروعا وطنيا لنصل الى ما يخدم الوطن ومصلحته كأولوية على مصالحنا الفئوية والطائفية ومصالح الاخرين). وتطرق سليمان الى سلاح حزب الله الشيعي، فرأى ان (نشوء المقاومة كان حاجة في ظل تفكك الدولة (...) ونجاحها في اخراج المحتل يعود الى بسالة رجالها، الا ان بقاء مزارع شبعا (على الحدود بين لبنان وسوريا واسرائيل) تحت الاحتلال يحتم علينا استراتيجية دفاعية تحمي الوطن، متلازمة مع حوار هادىء). ودعا الى (الاستفادة من طاقات المقاومة خدمة لهذه الاستراتيجية) مشددا على ان (لا تستهلك (المقاومة) انجازاتها في صراعات داخلية). واكد سليمان ان (البندقية تكون فقط باتجاه العدو، ولن نسمح بان يكون لها وجهة اخرى)، في اشارة ضمنية الى استخدام حزب الله سلاحه في الداخل في الاشتباكات الاخيرة في بيروت وبعض المناطق. وفي موضوع العلاقة بين لبنان وسوريا، قال سليمان (ننظر الى اخوة في العلاقات بين لبنان وسوريا ضمن الاحترام المتبادل لسيادة وحدود كل بلد وعلاقات دبلوماسية تعود بالخير لكل منهما). واكد ان (العبرة هي في حسن المتابعة لعلاقات مميزة وندية، خالية من اي شوائب اعترتها سابقا). وشدد سليمان على (مساهمتنا في قيام المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تلاه من اغتيالات)، معتبرا ان هذا الامر (تبيان للحق واحقاق للعدالة). واضاف ان (الاستقرار السياسي المنشود يفرض علينا تفعيل المؤسسات الدستورية)، معتبرا ان (الخلاف السياسي ينبغي ان يشكل حافزا لنا لتحقيق التوازن المطلوب بين الصلاحيات والمسؤوليات، بما يمكن المؤسسات بما فيها رئاسة الجمهورية من تأدية الدور المنوط بها). وكان الرئيس المنتخب ادى اليمين الدستورية قائلا (احلف بالله العظيم ان احترم دستور الامة اللبنانية وقوانينها واحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة اراضيه). وقبل ان يلقي كلمته، طلب سليمان من النواب الوقوف دقيقة صمت (حدادا على ارواح شهداء لبنان). وانتخب سليمان بعد ستة اشهر من شغور منصب الرئاسة الاولى مع انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في نوفمبر الماضي. ويأتي انتخابه تتويجا لاتفاق الدوحة الذي وقعه افرقاء الاكثرية المناهضة لسوريا والمدعومة من الغرب والمعارضة القريبة من دمشق وطهران الاربعاء الفائت، والذي انهى ازمة سياسية حادة استمرت اكثر من 18 شهرا.