قرأت كغيري مقالة الأستاذ فوزي عبدالوهاب خياط بالندوة العزيزة 11/3/1432ه تحت العنوان (الأسعار .. نار .. نار .. نار!!) وهو عنوان مثير حقاً تحدث فيه بكل المصداقية المعروفة عنه عن ارتفاع الأسعار الذي شمل عموم الأغذية بكل أنواعها وكل شيء حتى وصل إلى عيادات الأطباء بالمستشفيات الخاصة بنسب مختلفة أدناها 30 إلى 40 إلى 50% .. ويتساءل الأستاذ فوزي هل هو التاجر الذي يضع الزيادات حسب مزاجه أو هو ضعف الرقابة أو انعدامها .. ويرجو حلا يعيد الأسعار إلى النصاب المعقول المقبول. وانني والأستاذ فوزي والجميع نعرف ان موجة الزيادات اجتاحت العالم بأسره. وذلك ما حدا ولاة الأمر لدينا سلمهم الله زيادة رواتب المتقاعدين 5 إلى 10% وهذا التقدير منهم ليس بمستغرب ونسأل الله ان يهيئ صلاح البطانة ففي الاثر ان في الجسم مضغة اذا صلحت صلح الجسم كله واذا فسدت فسد الجسم كله الا وهي القلب ، والبطانة للراعي وللرعية كالترس في المكينة ، والدعاء للسلطان مفروض . وان الإمام أحمد رضي الله عنه قال (لو كنت اعلم ان لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان فقال له بعض اصحابه - لو صرفتها لنا فرد عليهم ان في صلاح السلطان صلاح الجميع - فاللهم اصلح ائمتنا وولاة أمورنا وكما وليت أمورنا خيارنا هيىء لهم الرجال الذين ينقلون اليهم الاخبار الصادقة عن أحوال الأمة ومعاناتها. وأرصد هذه الابيات من بين قصيدة للحبيب السيد محمد حسن علوي الحداد تبركاً (يارب فارحمنا فأنت المرتجى .. ان لم ترحم فمن ذا يرحم/ الطف بنا ياربنا الطف بنا .. باللطف فرج كل كرب يدهمُ/ عودتنا منك الجميل أدم لنا .. عودتنا يارب أنت المنعمُ/ اصلح لنا احوالنا حقق لنا .. آمالنا يا من به نستعصم/ يارب الهمنا على النعماء اذ.. اسبغتها شكراً فأنت الملهمُ/ أصلح أمور المسلمين ونجهم .. ممن طغى وبغى ومن يتحكم) قال تعالى (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) وفي آية أخرى (كلوا مما رزقناكم حلالاً طيباً الخ الآية). وعموماً فالاعتدال في الطعام والشراب منهج سديد دعا إلى تطبيقه الشرع شكراً لله على النعمة وحفظا للمال والصحة ووقاية من العلة بتناول ما أحل الله من غير نهم ولا شره ودون مخيلة أو إسراف ، وفي الحديث الشريف (ما ملأ ابن آدم وعاءً شرا من بطنه) ووددت بايراد ما اسلفت لانني رأيت البعض اذا دخل السوبر ماركت يملأ العربة فوق طاقته ، واذا دخل وأهله وعياله مطعماً طلبوا من أنواع الطعام والشراب ما يزيد عن حاجتهم ناسين ان هناك فقراء يتضورون جوعاً لا يجدون الخبز لسد رمقهم .. وفي الحديث (المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء) والطريقة المثلى لحفظ الصحة ودفع السقم والعلة ملاحظة ما جاء في التوجيه النبوي الشريف (ما ملأ ابن آدم وعاءً شرا من بطنه فان كان فاعلاً لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) واختتم بهذا الدعاء (اللهم يامن حسناتي من عطائك وسيئاتي من قضائك جُدْ بما انعمت علي ما قضيت وامح هذا بذاك جللت ان تطاع الا بإذنك أو تعصى الا بعلمك ، اللهم ما عصيتك استخفافا بحقك ولا استهانة بعذابك لكن بسابقة في علمك فالتوبة اليك والمغفرة لديك سبحانك لا اله الا انت اني كنت من الظالمين استغفرك واتوب اليك فاغفر لي وتب علي انك أنت التواب الرحيم والحمد لله رب العالمين.