لا تسعني الفرحة بقدوم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بعد رحلة علاج ناجحة بإذن الله ولقد كانت فترة غيابه من الفترات الكئيبة في حياتنا جميعاً فلقد احبنا واحببناه بل وأحبه معنا جميع العرب والمسلمين الذين بذل لأجلهم مساعيه الحثيثة وجهوده المخلصة حتى اجتمعت به كلمة العرب والمسلمين في كثير من الاوقات العصيبة. وقد خطت المملكة في عهده يحفظه الله خطوات جبارة على كل الاصعدة وتحققت منجزات اقتصادية وتعليمية ضخمة وانجزت بالمشاعر والحرمين مشاريع لم تكن تخطر على بال أحد منها المشروع العظيم لتوسعة المسعى والذي حفظ الله به أرواح الحجاج والمعتمرين ومنها التوسعة الكبرى حول المسجد الحرام ومنها مشروع المظلات والساحات بالحرم النبوي الذي ظلل مساحات للمصلين تساوي تقريباً مساحة الحرم الحالية بالاضافة لمشاريع أخرى جبارة مثل جسر الجمرات وقطار المشاعر فتحول الحج بعدها من المشقة والخطر إلى السهولة والأمان وبشكل لم يحدث من قبل في تاريخ المسلمين ولم يكتف الملك عبدالله بما سبق فأقام على نفقته الخاصة المشروع الخالد لسقيا زمزم فأصبح الماء المقدس صافياً ومعقماً بعد ان بدأ الحاسدون يثيرون الريبة والشك حول نقاوة الماء الذي يجري بمكة منذ آلاف السنين. ولقد نعمت جزيرة العرب بالأمن والسكون في عهد الدولة السعودية الحالية أعزها الله وأدامها بعد ان حرمت منهما مئات السنين وكانت جزيرة العرب قبلها مضرباً للمثل في الفوضى والشقاء وكان الناس يتعرضون على الدوام للسلب والنهب والقتل ولا يأمن المسافر الطريق بين مكة والمدينة بل ولا بين مكةوجدة فلا يسير المسافر أو الحاج الا مع القوافل المحصنة وكان الحجاج يتعرضون لصنوف من القسوة والوحشية لم تخل من ذكرها أية رحلة حج مكتوبة فلقد حج ابن جبير سنة 578 ه وطالب باسقاط فريضة الحج عن أهل الاندلس لما يتعرض له الحجاج من صنوف العذاب وحج صاحب مرآة الحرمين سنة 1318 ه واستبشع ما يتعرض له الحجاج من السطو والسلب والقتل ولما وحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه هذه البلاد عمها الهدوء والسكون ولفها الأمن والأمان وفاضت فيها الخيرات والبركات ونشأت المدن العملاقة في قلب الصحاري وارتبطت جميع أرجاء البلاد بالطرق السريعة وانتشرت المطارات في أغلب المدن وتأسست المدارس والجامعات وبنيت المساجد والمستشفيات وأصبح رجال الحواضر والبوادي أطباء ومهندسين وعلماء وطيارين وتحققت في بلاد العرب معجزة جبارة بكل المقاييس. نسأل الله تعالى ان يحفظ لنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويطيل عمره في صحة وعافية ويحفظ اخوته الكرام ويديم على بلدنا نعمة الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء ونختم بهذه الأبيات: أهلاً بقادم خير قد بر قولاً وفعلاً من طاب في الناس فرعاً كمثل ماطاب اصلاً ومن رقي في المعالي فوق السماك واعلا