انتخب مجلس النواب اللبناني بعد ظهر أمس قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وسط حضور عربي ودولي غير مسبوق يتقدمه ممثلو الدول التي قامت بوساطات لحل الازمة اللبنانية التي استمرت اكثر من 18 شهرا. ووصل امس الى بيروت امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لحضور جلسة الانتخاب ووزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير وايطاليا فرانكو فراتيني واسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس. ونقلت صحيفة “النهار” القريبة من الاكثرية عن بيان للسفارة التركية ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيصل بدوره يرافقه وزير الخارجية علي باباجان. وكان وصل السبت الى بيروت رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء الخارجية العرب الاعضاء في اللجنة الوزارية العربية. وشارك هؤلاء في مأدبة عشاء اقامها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة على شرف نظيره القطري وحضرها ثلاثة من الوزراء الستة الذين كانوا استقالوا من الحكومة في نوفمبر 2006 هم يعقوب الصراف ومحمد خليفة وطلال الساحلي. وينتمي الاخيران الى حركة امل المعارضة. وغاب عن العشاء وزيرا حزب الله الشيعي محمد فينش وطراد حمادة اضافة الى وزير الخارجية فوزي صلوخ القريب من رئيس مجلس النواب نبيه بري. ووصل ايضا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمال الدين احسان اوغلي. وستتمثل الحكومة اللبنانية برئيسها ووزرائها في الجلسة. وبعد انتهاء عملية الانتخاب غادر بري القاعة ليعود برفقة الرئيس الجديد الذي أدي اليمين الدستورية وألقى خطابا يعرض فيه ابرز خطوط عهده الذي يستمر ست سنوات. وفور انتخاب الرئيس أصبحت حكومة السنيورة بحكم المستقيلة وانتقلت الى تصريف الاعمال في انتظار ان يجري سليمان الاستشارات النيابية الملزمة تمهيدا لتكليف رئيس الوزراء الجديد. واوردت “النهار” ان “ترشيح الاكثرية للسنيورة مجددا او لرئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري يخضع لمشاورات بين الحلفاء على ان يتحمل الحريري مسؤولية القرار النهائي”. ويأتي انتخاب سليمان تتويجا لاتفاق الدوحة الذي وقعته الغالبية المناهضة لسوريا والمدعومة من الغرب والمعارضة القريبة من دمشق وطهران الاربعاء الفائت في الدوحة، والذي انهى ازمة سياسية حادة شهدها لبنان منذ اكثر من 18 شهرا. وينص الاتفاق ايضا على تأليف حكومة وحدة وطنية وتبني قانون جديد للانتخاب يعتمد القضاء دائرة انتخابية مع تقسيمات جديدة في بيروت. وسليمان هو الرئيس الثاني عشر للجمهورية والرابع بعد توقيع اتفاق الطائف الذي وضع العام 1989 حدا للحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) والثالث الذي يأتي من قيادة الجيش الى الرئاسة بعد اللواء فؤاد شهاب (1958-1964) والعماد اميل لحود (1998-2007). ولن يتسلم مقاليد الحكم من سلفه بسبب شغور الرئاسة الاولى منذ ستة اشهر مع انتهاء ولاية لحود في 24 نوفمبر الفائت.