(يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي) (سورة الفجر) صدق الله العظيم. ببالغ الأسى والحزن ودع وطننا الغالي واحداً من رواد الطب في بلادنا, طبيب عصامي بنى نفسه منذ الصغر حتى أصبح صاحب أكبر مستشفيات محافظة جدة, وقرن علمه الطبي مع إنسانيته وخلقه الكريم, وهو رجل له أيادٍ بيضاء على العديد من مرضاه الذين تعوزهم المادة في بعض الحالات للوفاء بتكاليف علاجهم . وما قدمه بالأمس سيجده حتماً أمامه اليوم في برزخه وفي الدار الآخرة ، وقد سلك في هذا مسلك أخيه الشيخ عبدالله طه بخش – رحمه الله – في البر بالضعفاء والمساكين وذوي الحاجات ، وليس هذا بغريب عليهم فقد كان والدهم الشيخ طه بخش – رحمه الله – صاحب أخلاق فاضلة ومحمود السيرة من الناس ، وإن احتضانه لمركز مكة الطبي الذي تضافرت جهود عديدة في إنشائه بمساهمة كريمة من عدد من أهل البر والخير وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - وفقه الله لما فيه الخير – لخدمة مهبط الوحي وقاصديه هي مما يحسب له في هذا الصدد .. وبمطالعة كتابه (أيام العمر) الذي رصد فيه تجربته في الحياة نجده قد أهدى إلى أبناء جيله وللأجيال القادمة خبرته في الحياة ، وكيف يكون النجاح بالصبر والكفاح وبالنية الطيبة .. السيرة العطرة لأبي طه الدكتور عبدالرحمن بن طه بخش ستعيش بين محبيه وعارفي فضله أمداً طويلاً، يتذكرونه فيترحمون عليه ويدعون له بالمغفرة .. أسأل الله أن ينزل على قبره شآبيب الرحمة والرضوان وأن يبارك في أبنائه وإخوانه عدنان وعادل وأخواتهم وزوجه وأن يعوضهم خيراً ، وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف إنه سميع مجيب و(إنا لله وإنا إليه راجعون). وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العاملين.