الإنسان ابن الطبيعة, وكيف لا! فهو خلق من طينٍ لذلك هو جزءٌ منها فيتفاعل معها, ويؤثر فيها ويتأثر بوعيٍ منه أو بدونه , وتصبح طباعه متوافقة مع نوع الطقس والمناخ وملامح البيئة. فنجد سكان الأماكن الحارة سرعى الغضب والانفعال بينما سكان الأماكن الباردة يتميزون بالهدوء والسكينة, وإذا تأمل الإنسان ملامح الأشخاص لوجدها تعكس بيئاتهم فنجد الأنف الحاد المستقيم لسكان المناطق الصحراوية, والأنف الكبير لسكان أفريقية وكلّ ذلك ملاءمة للبيئة , ومن أجل أن يستطيع الإنسان أن يتكيف معها ومع نوع المناخ السائد في كلّ مكان. والآن قد دخل فصل الشتاء علينا,وأخذ الجميع بشراء الصوف والمعاطف الشتوية ، ليحمي نفسه البرد وتقلبات الطقس , وبدخوله يميل الواحد منّا للكسل والنوم , وذلك بسبب هرمونا يفرزه الجسم مشابهاً لذلك الذي يُفرز داخل الدب القطبيّ, فيميل كلّ من الحيوان والإنسان للنوم والسبات الشتوي. وهنا قد وجد تشابه بيننا الكائنات الحيّة فالدب والإنسان أجسامهم محمية من برد الشتاء القارص الأول قد منحه المولى الفرو اتقاءً للبرد , والثاني حاك ذلك الفرو وصنعه لنفسه , واشتركا في السبات وكلاهما يميل للنوم ولكن الإنسان ميّز عنه بالعقل والحكمة، فإذا ركن للخمول والكسل سوف تتراكم عليه واجباته الدينيّة والدنيوية , ويجد هناك من سوف يحاسبه , فراعى الله ذاك وجعل الليل طويلاً ليستمتع به الإنسان. فسبحان من ربط الإنسان بالأرض، وجعله يتأثر بمن حوله, ولا ينفصل عنه فهل شعر الإنسان بتلك النعمة, ونهج لسانه بالشكر للرحمن الذي لم يجعله منفصلا عن البيئة , وجعله يأنس بها؟ فالحمد لله.