انضم منتخبا قطر الدولة المضيفة والاردن الى قافلة المنتخبات العربية التي ودعت بطولة كأس آسيا 2011 من الدور الاول حيث فشلت سبعة من اصل ثمانية منها في تخطي ربع النهائي، لكن مدربي العنابي والنشامى الفرنسي برونو ميتسو والعراقي عدنان حمد ركزا على النواحي الايجابية التي جناها المنتخبان على الرغم من خيبة الخروج. وفرط المنتخب القطري بفوز كان في متناوله لانه تقدم على نظيره الياباني مرتين وخاض نصف الساعة الاخير متفوقا عليه من الناحية العددية بعد طرد المدافع مايا يوشيدا، بين ان الساموراي عرف كيف يخطف الفوز وبطاقة التأهل الى نصف النهائي حارما منافسه من بلوغ هذا الدور للمرة الاولى في تاريخه. واعرب ميتسو عن اعجابه بشجاعة لاعبيه وبسالتهم وقال في هذا الصدد “كانت المباراة مثيرة طوال دقائقها التسعين واعتقد باننا قدمنا اداء جيدا””. واضاف “لقد بذل اللاعبون قصارى جهودهم وكانوا يريدون فعلا الفوز على اليابان ولم نحرج امام هذا المنتخب العريق على الاطلاق لا بل نجحنا في خلق المتاعب له”. وتابع “يجب ان تكون واقعيا في بعض الاحيان، فعندما ترى عدد اللاعبين الموجودين في اليابان والعدد الموجود في قطر وتقارن بين مستوى قطر في مواجهة منتخب كبير مثل اليابان، فانا اعتقد بانه يتعين على قطر ان تكون فخورة بلاعبيها”. واوضح “مواجهة اليابان بمثابة الانجاز، فقد شارك المنتخب لتوه في كأس العالم، يمكن الحديث عن بعض النقاط السلبية، لكن هناك العديد من النقاط الايجابية”. وكشف “الهدف المقبل هو تصفيات كأس العالم التي تنطلق في يونيو المقبل، ولدينا الوقت الكافي لتخطي آثار الخروج من كأس اسيا من الناحية المعنوية، بعض اللاعبين تأثر كثيرا بالخسارة وبعضهم بكى في غرف الملابس، لان الطريقة التي خسرنا بها المباراة كانت قاسية عليهم من الناحية المعنوية، لكن هذه هي كرة القدم”. وختم “لقد اصبنا بضربة، لكن اللاعبين اظهروا قوة شكيمة وانا سعيد بهذا الامر”. في المقابل اعتبر مدرب الاردن عدنان حمد بان لاعبيه خرجوا مرفوعي الرأس من البطولة مؤكدا بان الخبرة التي اكتسبوه في هذه البطولة ستساعدهم كثيرا في الاستحقاقات المقبلة. وحقق المنتخب الاردني نتائج لافتة في هذه البطولة، بتعادله مع اليابان 1-1، وفوزه على السعودية 1-صفر، وسوريا 2-1، قبل الخسارة امام اوزبكستان 1-2 أمس . وقال حمد “يتوجب على اللاعبين ان يشعروا بالفخر لانهم دافعوا عن المنتخب الوطني بكل شجاعة وقتالية، ولدي ملء الثقة بان مستقبلا رائعا ينتظر هذه المجموعة”. وتحدث عن مجريات المباراة ضد اوزبكستان فقال “فقدنا التركيز في مطلع الشوط الثاني فنجح الفريق المنافس في استغلال هذا الموقف لتسجيل هدفين، نجحنا في العودة الى المباراة لكن اللياقة البدنية للاعبين تأثرت في نهايتها خصوصا في غياب اربعة اساسيين وقد اثر هذا الامر على النتيجة”. وتابع “على اي حال، لقد خرج لاعبو الفريق مرفوعي الرأس وقد خدموا بلادهم بشكل رائع”. وختم “انا مرتبط بعقد مع الاتحاد الاردني ينتهي في ابريل المقبل لكني سعيد بالعمل مع هذه المجموعة التي اكتسبت خبرة كبيرة في هذه البطولة وتستطيع ان تطور نفسها في الفترة القادمة”. وكان المدرب من بين 16 منتخبا في البطولة الاسيوية المقامة في الدوحة اعتمدت 3 منتخبات فقط على مدرب عربي هي البحرين والاردن اولا ومن ثم السعودية. وخاضت ستة منتخبات عربية غمار البطولة بقيادة مدربين أجانب، فلعبت الامارات تحت قيادة السلوفيني ستريشكو كاتانيتش، بينما قاد الكويت المدرب الصربي غوران توفيدزيتش، وتعاقد العراق مع الالماني وولفغانغ سيدكا، واستعانت سوريا بالروماني فاليريو تيتا، وجددت قطر ثقتها بالفرنسي برونو ميتسو، وبدأت السعودية المنافسات بقيادة البرتغالي جوزيه بيسيرو قبل اقالته عقب الخسارة الاولى واسناد المهمة الى ناصر الجوهر. دخلت السعودية غمار البطولة بآمال عريضة بتحقيق اللقب الرابع، الا ان الرياح اتت بما لا تشتهي السفن وسرعان ما اقيل بيسيرو عقب الخسارة امام سوريا 1-2 ليستعين الاتحاد السعودي بمدرب الطوارئ ناصر الجوهر على امل انقاذ ما يمكن انقاذه الا ان الوقت لم يسعفه لاظهار بصماته على الفريق فتدهورت الحال وتلقت السعودية الصفعة الثانية امام الاردن صفر-1، قبل ان يصدم “الاخضر” بالسقوط امام المنتخب الياباني بخماسية نظيفة. لكن الاتحاد السعودي برئاسة الامير نواف بن فيصل الذي خلف عمه الامير سلطان بن فهد اعفى الاجهزة الفنية والادارية للمنتخب من مهامها عقب الخروج من الدور الاول في كأس اسيا، واعلن انه بدأ البحث عن مدرب عالمي جديد ل”الاخضر”. بدوره، كان المدرب البحريني سلمان شريدة يتطلع الى تحقيق انجاز تاريخي مع منتخب بلاده، ورغم التفاؤل بتعيينه خلفا للنمساوي جوزيف هيكرسبيرغر، فان شكوك المشجعين زادت في قدرة البحرين على تكرار أفضل انجاز لها في كأس آسيا عندما تأهلت الى الدور قبل النهائي عام 2004 في الصين. وشريدة هو أول مدرب محلي للمنتخب البحريني منذ فؤاد بو شقر عام 1996، الا انه واجه مهمة صعبة في تجاوز الدور الأول في مجموعة صعبة تأهل عنها منتخبا استراليا وكوريا الجنوبية المرشحان لاحراز اللقب. وجاء قرار شريدة باستبعاد حارس المرمى محمد سيد جعفر ولاعب الوسط محمد حبيل من التشكيلة النهائية للمنتخب البحريني في كأس آسيا بالإضافة لغياب لاعبين أساسيين مثل محمد سيد عدنان وحسين سلمان ومحمد حسين ليضفي المزيد من الصعوبة على فرص الفريق في البطولة القارية. لخص شريدة ما حققه مع المنتخب بالقول “انا راض كل الرضا عن العمل الذي قمت به في الشهرين الماضيين، فمستوى منتخب البحرين تدرج من مباراة الى اخرى”. واكد “يشرفني ان اكون مدربا لمنتخب بلادي في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة البحرينية، عملت في فترة قصيرة والجميع رأوا اننا تخطينا الكثير من المشاكل التكتيكية داخل الملعب، وانا سعيد لما قدمته تدريجيا من مباراة الى مباراة، واعتقد بأنه اذا وجد من تقصير فانه يعود الى قصر الفترة التي توليت فيها المهمة”، مؤكدا “مستعد للاستمرار مع المنتخب والقيام بأي عمل لخدمة الكرة البحرينية”. المدرب العربي الوحيد الذي نجح في في قيادة فريقه الى تجاوز عقبة الدور الاول هو العراقي عدنان حمد الذي جهز المنتخب الاردني لتقديم عروض جيدة حتى الان مظهرا انضباطا دفاعيا لافتا. وتعادل الاردن مع اليابان 1-1 ثم فاز على السعودية 1-صفر وسوريا 2-1. يذكر أنه شارك في قيادة المنتخبات الاخرى في البطولة الالماني اولغر اوسييك (استراليا) والايطالي البرتو زاكيروني (اليابان) والانكليزي بوب هاوتون (الهند) وافشين قطبي (ايران) وغو هونغبو (الصين) وفاديم ابراموف (اوزبكستان) وتشو كوانغ راي (كوريا الجنوبية) وكيم غونغ هون (كوريا الشمالية).