مفجع جداً ما نقرأه في كثير من الصحف اليوم عن نتائج الفحوص التي أجرتها المختبرات الخاصة لعينات من الملابس الجاهزة القادمة إلى المملكة وجاءت النتائج مؤكدة بأن نسبة كبيرة منها مسرطنة وأنها تشكل خطراً داهماً على الناس الذين يقتنونها مفضلين الأسعار الرخيصة دون التحسب لما تحتوي عليه من أخطار!. والغريب أن تجار الملابس لدينا يعمل عدد كبير منهم تحت مظلة التستر التجاري ويخالفون النظام كما أكدت ذلك الزميلة جريدة الاقتصادية وأن أولئك التجار السعوديين عندما يذهبون إلى الصين يطالبون بشكل مباشر أسوأ أنواع الملابس وأقلها سعراً دون وضع أي اعتبار لمستوى جودتها أو تأثيرها السيء على المستهلك!!. وقد برر الأستاذ محمد الشهري رئيس لجنة المنسوجات والملابس الجاهزة في غرفة جدة للزميلة الاقتصادية أن وجود هذه النسبة المرتفعة من الملابس المسرطنة يعود إلى وجود 80% من تجار الملابس وبالذات في جدة يعملون تحت مظلة التستر التجاري وطالب الشهري من إمارة المنطقة ووزارة التجارة والجهات ذات العلاقة بالنزول إلى أرض الواقع والوقوف على مناطق عمل هؤلاء المخالفين في جدة - مثلاً- في باب شريف وأوقاف الباشا وباب مكة مشيراً إلى أنهم مصدر استيراد البضائع المسرطنة إلى بلادنا. لكن العجيب ما ورد في تصريح الأستاذ سليمان التويجري مدير جمرك ميناء جدة للزميلة الاقتصادية بأن الجمارك تطبق الاجراءات المتبعة لفحص الملابس الجاهزة مبيناً أنهم يأخذون ما نسبته (5) في المائة من الملابس عبر عينات عشوائية لفحصها فيما يتم فسح البضاعة بعد أخذ تعهد على التاجر حتى اصدار نتائج المختبر!!. واتساءل : لماذا يتم فسح البضاعة قبل ظهور نتائج المختبر ..ومن يضمن أن التجار لن يقوموا بتسويق البضاعة دون اذن في ظل غياب الرقابة أو ضعفها على أقل تقدير؟!. وقد أكد الأستاذ ياسر بكر أبو الفرج مدير قطاع التجارة في غرفة جدة للاقتصادية بأن أمين عام غرفة جدة وجه بضرورة التنسيق مع الجمارك وادارة الميناء للوصول إلى حلول مشتركة بين مختلف الأطراف ، ولكن المشكلة لا ندري متى يتم هذا التنسيق لوقف الخطر الداهم على الناس من خلال تلك الملابس المسرطنة؟!. كما قدمت الزميلة عكاظ في عددها يوم الجمعة الماضي تحقيقاً صحفياً عن ذات القضية تحت عنوان (ملابس الرخيص جيل يرتدي سترة الأمراض) حيث قامت عكاظ بجولة على محلات بيع الملبوسات الجاهزة المستوردة وعلى مختبرات المواصفات والمقاييس التي أكد العاملون فيها أن السرطان أصبح يحيط بسائر جغرافية الجسد فملابس (البوليستر) بحسب تلك المختبرات سرطان مقبل ولو بعد حين في ظل عدم تدخل الجهات الرقابية لتمشيط الأسواق وقلة الوعي الذي يوهم المستهلك بجماليات الزهيد من البضائع!!. وأكدت عكاظ بأن أرصفة ميناء جدة تعج ببضائع شتى جلها من ملابس السرطان المغموسة في البوليستر اذ أثبتت تقارير طبية بأن تلك الملبوسات منسوجة من مخلفات البلاستيك الأمر الذي يمكنها من أن تكون شريكاً فاعلاً يؤدي إلى زيادة افراز الغدد العرقية ومن ثم حساسية الجلد وترسبها في الجسد وصولاً للسرطان وتباغت الرجال لتصيبهم بالضعف الجنسي والعقم وتزيد نسبة هرمون الاستروجين عند النساء وهم المتهم في تسببه في ارتفاع الاصابة ببعض أنواع الأورام الخبيثة وعلى قمة الهرم سرطان الثدي الذي تفشى بين السعوديات!!. ويؤكد المهندس أحمد شوق مدير مختبرات الشركة السعودية لخدمات الاختبار أن المختبرات استقبلت 400 عينة ملبوسات أطفال فشل منها 250 عينة و900 ملبوسات نسائية ورجالية فشل منها 500 عينة و200 عينة شماغ لم يجتز منها سوى 90 عينة وأما الملبوسات الداخلية فقد رفض نصفها والغتر فشلت 18 عينة من بين 20 عينة!!.وأوضح المهندس شوق أن زيادة نسبة (الفورمالدهيد) وهي المادة التي اذا امتصها الجسم وزادت عن ا لحد تسبب خطر الاصابة بالسرطان وتستخدمها بعض الشركات في صناعة النسيج إذ إن النسبة المحددة دولياً لا تتجاوز 75 في المليون لكن غالبية العينات التي فحصتها معامل المختبر أثبتت تواجدها بنسبة 300 و400 جزء من المليون خصوصاً في الأشمغة والتي تؤدي بعد عملية الكي إلى التبخر ومن ثم الاصابة بالسرطان. وهذه الحقائق المخيفة ..وهذه التفاصيل المفجعة تتطلب سرعة التحرك لدرء هذا الخطر المداهم وحماية المستهلك منها بأمر الله عز وجل ودور الاعلام في متابعة هذه القضية واجب محتم يجب أن يؤديه بكل الوسائل المتاحة حتى يتم تطويق الخطر وازالته وبالله التوفيق.