بعد أن عانى سكان منطقة شرق الخط السريع بجدة الأمرين من الأبخرة والروائح الكريهة والتلوث بسبب وجود مرمى النفايات القديم الذي كان هاجساً مؤرقاً تعالت خلاله الأصوات ونادت بإزالة المرمى الذي ظل يفرز سمومه طوال 25عاماً بفعل الوافدين الأفارقة الذين وجدوا فيه مرتعاً خصيباً لممارسة البحث الليلي عن الأخشاب والحديد الذي تتخلص منه المصانع والشركات ليبيعوه بأسعار زهيدة، حيث أشارت أصابع الإتهام إلى أنهم وليس غيرهم وراء مانشب من حرائق ونيران ألحقت الضرر وساهمت في انتشار الأمراض والربو والإختناقات لسكان حي شرق جدة. إلا أن جهود الأمانة الحثيثة نجحت في اطلاقها للحلول لهذه المشكلة المزمنة وذلك بعد إعداد الموقع الجديد البديل ونقل جميع مخلفات المرمى القديم، وإعادة تأهيل الأرض وإصلاحها بغرض تحويلها إلى ساحة خضراء تحتضن في داخلها العديد من المشاريع السياحية التي تشتمل على المنتزهات والملاعب وأماكن الترويح والتي سوف تكون متنفساً مسانداً لكورنيش جدة، الذي يكتظ بالسواح والزوار خلال فترة الصيف، خاصة وأن موقع المردم القديم تحفه الجبال التي تمثل في روعتها مع الخضرة مشهداً سياحياً فريداً يساهم في الترويح عن الزوار وساكني الحي المجاور للمردم. وقد نجحت الأمانة بكل المقاييس في فرض هذا الواقع الجديد على المنطقة بعد سنوات من المعاناة والعذاب الذي كان يعيشه ساكنوها. أيضاً من أبرز المشاريع التطويرية لأمانة محافظة جدة معالجة بحيرة الصرف الصحي في وادي العسلاء شرق مدينة جدة على بعد 15كم من طريق الحرمين والتي خصصت لاستقبال ومعالجة مياه الصرف الصحي المنقولة بالصهاريج (الوايتات) والتي يتجاوز صبها حوالي 50ألف متر مكعب يومياً، وقد قدرت مساحة بحيرة المسك بنحو 2.7مليون متر مربع، وسوف تتم معالجتها على وجه السرعة نظراً للمخاطر الناتجة عنها والتي أبرزها انهيار السد الترابي الذي يعرض سكان المنطقة المجاورة للعديد من المخاطر، بسبب ارتفاع منسوب المياه الملوثة. ونظراً لتزايد مخاطر بحيرة الصرف الصحي (المسك) فقد اختارت الأمانة الحلول لمعالجتها، وذلك عن طريق تدعيم السد الترابي ورفع قدرة المحطة المعالجة من 30ألف متر مكعب إلى 60ألف متر مكعب يومياً، وتوجيه كافة المياه الواردة إليها تمهيداً لتجفيفها، وإعادة استخدام المياه المعالجة في الري باستخدام الطرق الحديثة. وإعلان منطقة البحيرة (وادي بني مالك) كمنطقة تنمية خاصة. وتحويل البحيرة إلى منتزة ترفيهي بعد اكتمال مشاريع معالجة الصرف من خلال تجفيف البحيرة بالكامل، وإنشاء خط أنابيب يربطها بمحطة الصرف الصحي جنوب شرق مطار الملك عبدالعزيز وذلك بعد الوصول بالمعالجة في المرحلة الرابعة من التنقية، وضخ المياه إلى موقع تكوين البحيرة وجعلها صالحة لاستخدام قوارب الصيد للاستخدامات الترفيهية.