المسؤولية الاجتماعية تعد اليوم خياراً ومسؤولية وطنية إنسانية تتطلب دعم كافة القطاعات الحكومية والخاصة. والمملكة العربية السعودية أصبحت اليوم مملكة الإنسانية بفضل الجهود الموفقة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك الإنسانية في دعم قضايا الإنسان التي تنبثق وترتكز من مقومات الشريعة الإسلامية وتعد إحدى الركائز الأساسية في مسيرة النمو المستدام. وحين نتحدث عن المسؤولية الاجتماعية كواقع وهدف تأتي مستشفى سليمان فقيه في مقدمة القطاعات الرائدة التي جسدت هذه المفاهيم وعملت على تطبيقها كاستراتيجية لعملها. وحين نتحدث عن المسؤولية الاجتماعية فان الدكتور مازن سليمان فقيه يعد من الشخصيات الأبرز في تناول هذا الجانب فهو ليس المدير العام فقط وانما هو من الشباب السعودي الرائدين في مجالات عملهم والمتفوقين في أدائهم فهو استشاري الأمراض الداخلية والغدد الصماء واحد من أهم التخصصات التي تندرج في خدمة الإنسان والمجتمع. والدكتور مازن فقيه غني عن التعريف فهو ابن الدكتور سليمان هذا الأب الرائع الذي قدم للوطن انجازاً وراء انجاز وسخر حياته في خدمة المرضى واحتياجاتهم ورعايتهم . إن الدكتور سليمان فقيه شخصية سعودية عالمية جسدت صورة الإنسان السعودي في شرف الأمانة وتحمل المسؤولية. وحين يبرز الدكتور مازن فان المثل يقول ابن الوز عوام ومن شابه اباه فما ظلم. انها صورة للطموح والاحلام والارتقاء وروح الحب لوطن غالٍ من أبناء مخلصين لوطنهم وأمتهم. وفي أمسية مسائية رائعة وجه الدكتور مازن فقيه الدعوة للوسط الإعلامي بكافة قنواته المرئية والمسموعة والمقروءة حيث أطلق مستشفى د. سليمان فقيه تقريره الثاني عن المسؤولية الاجتماعية والذي استعرض ما تم إنجازه في كافة مناحي الاستدامة والممارسات المسؤولة التي تم انتهاجها نحو العاملين، المرضى، البيئة والمجتمع ما بين 2009 و2010 ، حيث حقق المستشفى تطوراً ملحوظاً نحو الارتقاء إلى مستوى أعلى من المسؤولية الاجتماعية طبقاً لمعايير مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة. وأقام مستشفى الدكتور سليمان فقيه بقاعة ابن سينا للمحاضرات بالمستشفى اللقاء الذي طرح فيه التقرير بحضور كبار المسؤولين ورؤساء الأقسام المختلفة بالمستشفى. وبدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ، ثم استعرض الدكتور شريف تحيمر – مدير العلاقات العامة والإعلام ورئيس فريق الاستدامة استراتيجية المسؤولية الاجتماعية بالمستشفى ما تم إنجازه خلال فترة التقرير (2009 – 2010). وبروحه المرحة والابتسامة المشرقة بدأ الدكتور مازن فقيه يتحدث عن مبادئ أساسية تنطلق من استراتيجية العمل الجميل في كافة صوره وتداعياته فهو يرى ان المسؤولية الاجتماعية تعكس نهج المستشفى تجاه الاستدامة كرسالة وهدف وقيم. وهو يرى ان الاستدامة ليست نشاطاً اضافياً فحسب بل هي نشاط يدخل في العمل اليومي إلى جانب انه تكلفة زائدة كما يعتقد البعض وانما استثمار يؤدي إلى تحقيق قيمة مضافة وهذا ما جعل مستشفى فقيه مؤسسة صحية رائدة في مجال الشفافية والافصاح عن المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والشركات. ويلفت الدكتور مازن فقيه النظر إلى أن الهدف من نشر تقرير المسؤولية الاجتماعية هو نشر الممارسات في كافة خدمات المستشفى ودمجها في الأعمال اليومية على كافة المستويات متوافقاً ومتزامناً ضمن اطار أفضل الممارسات الدولية ومدى ملاءمتها للبيئة المحلية مع الأخذ بخصوصية البيئة الاجتماعية. يتناول الدكتور مازن فقيه ما طرأ على مفهوم الاستدامة من تغييرات أدت إلى ظهور أدوار أكثر فعالية للهيئة العامة للغذاء والدواء وهيئة حقوق المستهلك إلى جانب ما برز على السطح من قضايا اجتماعية أخرى مثل التغير المناخي وكفاءة التعليم وتوفير الرعاية الصحية مما أدى إلى تغير التوقعات بالنسبة لقطاعات الأعمال والمستهلكين والقطاعات التنظيمية التي تتوقع من القطاعات الخاصة والشركات الالتزام بالقيود القانونية ولكن لابد ايضاً من القيود الاخلاقية ولانه لا توجد حوافز كافية لدى قطاع الرعاية الصحية بشكل عام والمستشفيات بشكل خاص لتبني سلوكيات مسؤولة فان معظم مبادرات المسؤولية الاجتماعية محصورة على العمل الخيري. ويشدد الدكتور مازن فقيه على ان التحديات الأكبر لقطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية يتمثل في نقص وعي المرضى بحقوقهم وعدم المعرفة الكاملة بنظام التأمين الذي يحقق حلولاً مفيدة للطرفين المستشفى والمريض . ولابد للدكتور مازن فقيه وهو يتحدث عن هذا الموضوع الهام ان يعرج إلى ما تحقق من تقدم ملحوظ في مجال الاستدامة فالجهود تجاه المرضى جزء لا يتجزأ من احلامه واستراتيجيته التي كانت ولا تزال تشغل باله والتي تركز في المقام الأول على تلبية احتياجات المرضى من خلال الاستبيانات التي توزع لهم عن مستوى الخدمة وما نال اعجابهم ورضاهم من عدمه. هذه الشفافية كما يقول الدكتور مازن فقيه أوجدت تحسناً في مستوى الرضى ومنذ آخر تقرير للمسؤولية الاجتماعية وحتى الآن لم نعمل فقط على تلبية توقعات المرضى فحسب بل تجاوزناها. والفلسفة التي يدير بها الدكتور مازن فقيه عمل المستشفى تعتمد على الإيمان بالرسالة الطبية الإنسانية كهدف من خلال تقديم خدمة عالية الجودة للمرضى والتركيز على مهارات التواصل الفعال وتنظيم دورات تدريبية لتعليم الموظفين والعاملين المهارات الشخصية في التعامل مع المرضى وذويهم والمراجعين من خلال قسم خدمة العملاء الذي يعمل به كوادر على مستوى عالٍ من التدريب والكفاءة من أجل التغلب على أي مشكلة قد تنشأ بطرق فعالة تراعي ان المريض دائماً على حق وهو شعار قل ان يتواجد في الكثير من القطاعات والمؤسسات الطبية وغيرها. ويفند الدكتور مازن فقيه أهمية خلق بيئة عمل صحية وآمنة داخل المستشفى ترتكز على مبدأ المساواة في توفير فرص العمل حيث تبنى المستشفى سياسة صارمة ضد التمييز بين العاملين وادراج ذلك ضمن المسؤولية الاجتماعية. وحين نتحدث عن المسؤولية الاجتماعية كهدف إنساني نبيل يدعم كافة شرائح المجتمع فقد جسد الدكتور مازن فقيه صور هذه الإنسانية حيث يقول: عملنا على توظيف ذوى الاحتياجات الخاصة لدعم سياسة المستشفى الرامية إلى منح هذه الفئة الغالية على قلوبنا مبدأ الدمج ومنحهم فرص العمل المتوافقة مع اعاقاتهم. ومن منطلق مبدأ هذه المساواة ضمن المسؤولية الاجتماعية تم تطبيق قرارات منح المكافآت والترقية على مستوى الأداء والكفاءة والقدرات والخبرات بصرف النظر عن جنس الموظف أو لونه أو دينه. ويشير الدكتور مازن فقيه إلى انه ادراكاً من المستشفى بأهمية عمل المرأة وانها تشكل جزءاً مهماً في المجتمع والتنمية المستدامة فان نسبة الكوادر النسائية التي تعمل في المستشفى في الإدارة العليا تجاوزت 30 في المائة و58 في المائة في مجال العمالة إلى جانب ان العمالة السعودية وصلت إلى 28 في المائة من اجمالي القوى العاملة مما يؤكد الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية. وتسير رسالة الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية ليعلن لنا الدكتور مازن فقيه ان المستشفى لا يقدم خدمة للطبقة الارستقراطية أو الموسرين والاغنياء فقط كما يعتقد البعض بل اننا نسعى إلى رعاية وخدمات صحية ميسرة لذوي الدخول المنخفضة حيث يتربع المكتب الخيري لرعاية وعلاج المرضى الذين لا يستطيعون السداد في قمة الاولويات ولعل مساهمة هذا المكتب في تسديد ما مجموعه 7 ملايين ريال لهؤلاء المرضى أكبر دليل منذ كتابة هذا التقرير. إلى جانب ان المستشفى قام بالعديد من المبادرات الإنسانية من أبرزها مساهمة المستشفى بمبلغ 200 ألف ريال لاجراء فحوصات طبية للأطفال الأيتام وفحوصات أخرى لمساعدة وتعزيز المرأة السعودية إلى جانب اننا بصدد اطلاق أكبر حملة وطنية لمحاربة السمنة تستهدف أطفال المدارس من أجل بث الوعي لدى الاجيال بعادات الطعام وانماط الحياة غير الصحية. وتناول الدكتور مازن فقيه دور المستشفى في المحافظة على البيئة لتصبح من القطاعات الرائدة حيث تم تعزيز استخدام المواد المتعددة الاستخدام والبدء في تنفيذ واعادة تدوير المنتجات الورقية والبلاستيكية والزجاجية ومواد التعبئة وخفض معدلات استهلاك الطاقة والمياه والحصول على شهادة IS0 14001 و18001 من خلال منظومة متكاملة للادارة البيئية. كما قام المستشفى بعمل حوار ثنائي مع أصحاب المصالح والمرضى والموظفين والموردين لتحديد الاولويات والتي شكلت في النهاية الاطار العام لاستراتيجية المسؤولية الاجتماعية. وأكد فقيه ان التقرير لا يشمل فقط الايجابيات فيما انجزنا ولكن ايضاً السلبيات من أجل التغلب عليها في الخطط القادمة ولا نجد أي احراج في ان نقول أي حقيقة من مبدأ شفافية التعامل والتحلي بروح الثقة ومبدأ الحوار بين أبناء الوطن الواحد من أجل وطن كبير في اخلاقه ونمائه وعطائه. بعد ذلك استعرض الدكتور شريف تحيمر – مدير العلاقات العامة والإعلام ورئيس فريق الاستدامة استراتيجية المسؤولية الاجتماعية وما تحقق للمستشفى منذ بداية التأسيس. تأسس مستشفى الدكتور سليمان فقيه في عام 1398ه الموافق 1978م في مدينة جدة ، المملكة العربية السعودية ، وذلك على يد المؤسس الدكتور سليمان فقيه ، وتم افتتاحه تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ليكون بداية لمستشفيات حديثة تقود عربة التطور الطبي في المملكة ولقد كان للمستشفى منذ ذلك اليوم ولأكثر من ثلاثة عقود دور الريادة في مجال تطوير الخدمات الصحية في القطاع الخاص كما أعتبر لبنة أساسية في مجال الرعاية الصحية الخاصة والمتميزة . و لقد شهد المستشفى تطوراً كبيراً بعد التوسعة التي انتهت في عام 1986م ليصبح صرحاً طبياً شاملاً ومتطوراً ولقد تم افتتاحه رسمياً برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في شهر أكتوبر من ذلك العام، ولقد زادت تلك التوسعة من الطاقة الاستيعابية للمستشفى هذا بالاضافة إلى احداث العديد من المراكز الكبيرة مثل مراكز جراحة القلب المفتوح، جراحة المخ والأعصاب، مركز الأورام، مركز الكلى وتفتيت حصيات المسالك البولية بدون جراحة بالاضافة إلى تأسيس مركز العقم وأطفال الأنابيب الذي توالت نجاحاته ليصبح أهم مركز من نوعه في الشرق الأوسط. ويتوالى تطور مستشفى الدكتور سليمان فقيه حيث تم بناء أحدث مستشفى للأطفال ومركز لجراحة التجميل وزرع الأعضاء واللياقة البدنية حيث تفضل بافتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ( آنذاك ) وذلك يوم الأربعاء 12 محرم 1420ه الموافق 28 أبريل 1999م. و يعتبر هذا المستشفى فريداً من نوعه حيث إنه يقدم خدمات صحية مميزة في جميع مجالات علاج الأطفال على أعلى مستوى من الأطباء الاستشاريين في تخصصات الأطفال المختلفة خاصة في مجال علاج الأطفال حديثي الولادة وقاصري النمو وفي مجالات الرعايات المركزة وعمليات الأطفال الجراحية الدقيقة ولقد روعي بالمستشفى بالإضافة إلى الناحية الطبية والتقنية، الناحية الجمالية حيث إن مدخل المستشفى وأقسامه زودت بديكورات مختلفة تشيع البهجة في نفوس الأطفال وتزيل المعاناة النفسية التي كانوا يتعرضون لها عند مواجهة الطبيب. لقد استطاع المستشفى أن يحقق تميزاً واضحاً في ايجاد العديد من المراكز العلاجية المتخصصة كان من أهمها مركز زراعة الأعضاء والتي شملت زراعة القلب ، زراعة الكلى ، زراعة الكبد ، زراعة نقي العظام ، كما لعب دوراً كبيراً في اكتشاف تواجد فيروس حمى الضنك في المملكة العربية السعودية وأعلن عن اكتشاف سلالة جديدة من فيروس الفيلافي. وبموازاة النجاح والتطوير والتوسع فقد اعتمدت إدارة المستشفى مبدأ تطبيق الجودة في كل ذلك ومن هنا كان حرصها على الحصول على اعتماد الهيئة المشتركة الدولية Joint Commision International حيث حصلت على هذا الاعتماد عام 2006م وللمرة الثانية عام 2009 ، وكذلك اعتماد الهيئة الاسترالية الدولية لمعايير الرعاية الصحية ACHSI والذي حصلت عليه عام 2008م , هذا على المستوى الدولي أما على المستوى الوطني فقد حصلنا على اعتماد مجلس تطوير الخدمات الصحية في مجلس منطقة مكةالمكرمة حيث اجتزنا وبنجاح متقدم برنامج تطبيق الجودة في الخدمة الطبية MRQP . واليوم يعتبر مستشفى الدكتور سليمان فقيه من أهم المستشفيات المتميزة المتعددة التخصصات في منطقة الشرق الأوسط ويتردد عليه سنوياً مايقارب من 500000 مريض لتلقي العلاج . مؤخراً قام المستشفى بنشر تقريره الأول عن المسؤولية الاجتماعية. هو الأول من نوعه في قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وآسيا. وقد حقق المستشفى المركز الأول في القطاع الصحي والرابع على الشركات المشاركة في مجال الاستدامة خلال منتدى التنافسية الدولي. لقطات من اللقاء استقبل الدكتور مازن فقيه ما لا يقل عن 60 إعلامياً وإعلامية واجاب على كافة الاسئلة التي طرحت له. الدكتور شريف تحيمر قدم للقنوات الإعلامية كافة التسهيلات التي تحتاجها.