ياخادم الحرمين الشريفين تحية طيبة.. وبعد فانني أقسم بالله العلي العظيم انك في عيون امتك غالٍ، لقد علمت من قراءاتي للصحف ومشاهداتي للفضائيات على مختلف جنسياتها وانتماءاتها ان لك هذا الرصيد الكبير في نفوسنا وصدورنا عندما شاهدنا بسعادة غامرة خروجكم من المستشفى بعد ان من الله سبحانه وتعالى عليكم بالشفاء بنجاح العملية. اقول تلك الكلمات ليست رياءً.. ولا استعطافاً. ولكنني انقل واقعة اسرية حدثت اثناء مشاهدتنا على الفضائيات صورتكم عند خروجكم من المستشفى تعلوها بسمة الرضا والشكر لرب العالمين على نعمته بنجاح العملية مع اسرتي الصغيرة نتابع أخباركم مع تعليقات الاطباء المختصين لعلاجكم. والله انكم في عيون شعبكم غالٍ.. وهو رصيد كبير .. اكبر من ارصدة كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.. الرصيد الكبير يا غالي رصيد حب واحترام لشخص أدى ما هو فوق طاقته .. وشهدت له الدنيا منذ توليه قيادتنا.. رصيد أحدث وذكريات لزعيم يتمتع بصفات انسانية واضحة المعالم لمست القلوب داخلياً وخارجياً. ياسيدي .. انني أعترف بأنني لست من هيئة الحكام بالمعنى الواسع، ولست قريباً منهم، كما اني لا أسعى ان أكون، وليس عندي مسعى آخر، لكنني أجلس مع اسرتي الصغيرة نشاهد خروجك من المستشفى معافى فرحين بذلك منتظرين عودتكم بالسلامة بفارغ الصبر، كما اقف مع ابناء وطني الذين سمعتهم يتحدثون عنك وعن انسانيتك متأملاً مترقباً، دارساً الطبائع والسلوك، والواقع والتصرفات في دائرة من المعرفة بعلم النفس، ومزيج من المعارف بالشخصية والسلوك الانساني متحلياً بالموضوعية والتجرد لنقل مشاعر الحب الوطني لكم لانك توحدت مع خصوصية وطنك. لذلك نحن ابناء وطنك من حقنا ان نردد بصوت عال ونحن نترقب عودتكم قريباً إن شاء الله تعالى كل مفردات الحب والاعتزاز لمنهج الاعتدال والحكمة والعقلانية .. انه عطاء بعطاء واعتناء باعتناء. والحقيقة واقولها بكل صراحة وموضوعية وطنية ان من حقنا على ملك الانسانية أن يتقبل منا التهنئة بخروجه من المستشفى ومعافاته التامة، والتي تتواكب مع حلول العام الهجري الجديد تقديراً وعرفاناً لمسيرة العطاء المستمرة.. فعرفنا معك طريقنا وحددنا أهدافنا وكما عبرت عنها ميزانية عام (1432ه). ان فرحة الوطن بقرب عودتكم لاحضانه انما هي تعكس أرصدة حب مواطنيك لك تفوح من جميع مناطق وطنك، فبلادك كانت ومازالت بلد الأمن والامان لكل من اتاها او استنجد بها.. ففرحة الوطن بقرب وصولك اليه معافى سليماً انما هي انعكاس لسيمفونية الحب التي تردد كلماتها بأصوات مرتفعة في أجواء الوطن نقول بصوت واحد الحمد لله على السلامة.. انها ترجمة لفضيلة الوفاء والاعتراف بالجميل. فيوم عودتك سيكون فرحة وطن وستكون معنا ونحن معك لتحقق أهداف العطاء المستمر الذي عرفنا من خلاله وتنفيذ أهدافه الحوار والواقعية والوطنية الصادقة. بالحوار الوطني اصبحنا شركاء في صناعة القرار وتوحدنا مع قضايا الوطن. وبالواقعية اقتحمنا التحديات واحدة تلو الاخرى بصناعة موازنات عامة من اجل الوطن ورفاهية المواطن. وبالوطنية الصادقة تمكنا من حماية الوطن وصيانة أمنه ومصالحه وسط مسلسل طويل من الازمات ومنها مجابهة الارهاب بكل أشكاله وأنواعه. ان يوم عودتكم الى أرض الوطن إن شاء الله تعالى بالسلامة هو يوم فرحة وطن لاننا احببنا في شخصكم العزيز تاريخاً وطنياً مشرقاً، احببنا في شخصكم صبركم علينا وعلى تطلعاتنا للنمو المتكامل لانجاح أهداف التنمية الشاملة بكل ابعادها التعليمية والصحية والاجتماعية والاستثمارية وجاءت موازنات الدولة العامة خير تعبير عن ذلك. حقاً.. احلام تحققت .. ومستقبل مشرق بالعطاء.. صورة للتقدم والتطور ملتزم بتحقيقها للوطن والمواطن في ظل الازمات الدولية المتسارعة من حولنا.. حفظ الله أغلى الرجال ليكمل دوره في تحقيق التنمية الشاملة.. قلوبنا معك.. ودعواتنا مستمرة لتعود الى أحضان مواطنيك صغارهم قبل شيوخهم.. تلك هي فرحة وطن.