لم يعد أمام رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو من خيار غير التخلي طوعاً عن السلطة قبل أن يضطر الى ذلك اضطراراً بعد ان فقد تماماً أي دائرة للتعاطف معه، فشعبه قد رفضه في انتخابات حرة ونزيهة شهد العالم بنزاهتها، كما رفضته قارته الافريقية بل وهاهي تستعد لاقتلاعه بالقوة اذا لم ينصاع لدعوات ترك السلطة، ومن قبل اعترفت الأممالمتحدة بمنافسه حسن وتارا رئيساً شرعياً لساحل العاج. واعتمدت ممثليه في المنظمة الدولية ممثلين رسميين لساحل العاج، ومن جهته أوقف البنك الدولي أي تعامل مع ساحل العاج في ظل قيادة غباغبو، كما ان المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا اعطت حق التوقيع في البنك المركزي الاقليمي لحسن وتارا ومنعت غباغبو من الوصول الى الارصدة الخاصة بساحل العاج في هذا البنك. اذن من الناحية العملية فان غباغبو قد فقد أي دعم كما فقد اي مبرر شرعي للاستمرار في السلطة بل ان استمراره لا يعني غير الاصرار على ادخال بلاده في نفق جديد من الخلافات والصراعات سيكون هو أكبر الخاسرين منها. ان الوضع الأمني في ساحل العاج هش بعد أن تعافى هذا البلد بصعوبة من حرب أهلية كانت هذه الانتخابات افضل وسيلة لتفاديها.. وبما أن المجتمع الدولي كان شاهداً على هذه الانتخابات واعترف بنتائجها فإن غباغبو لا يمتلك حجة في التشكيك فيها أو الادعاء بأنه هو الفائز، اذ اتضح انه يريد وضعاً جديداً يتمسك فيه بالرئاسة ويتقاسم بقية المناصب مع وتارا.. ولكن العالم لم يقبل هذا الطرح وكذلك حسن وتارا والدول الافريقية التي رفعت العصا في وجه غباغبو لاقتلاعه بالقوة اذا لم ينصاع لرغبة شعبه ورغبة المجتمع الدولي.