احتفلت الهيئة العامة للسياحة والآثار بمرور عشر سنوات على تأسيسها، خلال اللقاء السنوي لمنسوبي الهيئة الذي عقد في قصر الثقافة بحي السفارات مؤخراً. وقد كان تركيز الهيئة في لقائها السنوي لهذا العام على هذه المناسبة حيث تناولها رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في كلمته لموظفي الهيئة, كما تضمن الملتقى معرضا يبرز أهم إنجازات الهيئة خلال العشر سنوات. وأصدرت الهيئة بهذه المناسبة كتابا بعنوان: (توثيق تجربة الهيئة العامة للسياحة والآثار في تطوير قطاع اقتصادي جديد – بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس الهيئة-) تضمن رصدا لتجربة الهيئة في تنظيم وتطوير قطاع السياحة والاثار العمراني الوطني بعد عشرة اعوام من تأسيسها. وجاء احتفال الهيئة بذكرى عشر سنوات على التأسيس وقد حققت عدداً كبيراً من الانجازات الملموسة في تطوير السياحة الداخلية والآثار والمتاحف والتراث الوطني، وتأسيس منظومة متكاملة من الشراكة في لتنمية السياحية، وما تبع ذلك من الإقبال على السياحة والتعامل معها بثقة من جميع فئات المجتمع. وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رئيس الهئية العامة للسياحة والآثار، في كلمته خلال اللقاء السنوي أن الهيئة عملت منذ تأسيسها على إرساء الأسس لتحفيز نمو قطاع السياحة، وقطعت شوطاً كبيراً في تنظيمه وتطويره وتنميته على المستوى الوطني وعلى مستوى المناطق وفق إطار الإستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية المقرة في عام 1425 ه (2004م)، والتي تم تحديثها مؤخراً. وأشار الأمير سلطان إلى أن الهيئة وهي تحتفل بمرور 10 سنوات على تأسيسها تستحضر البدايات الصعبة لقيامها حيث بدأت العمل في قطاع يعاني من تشتت الأنظمة وتعدد الاختصاصات والصلاحيات, وفي مجتمع كان يعاني من الشك في السياحة ومقوماتها ونجاحها والتخوف منها كنشاط اقتصادي واجتماعي, وواجهت الهيئة ذلك بالعمل بهدوء في بناء علاقات مميزة وتركيز الجهد لإيجاد تحول ايجابي نحو السياحة وقبولها بشكل كامل وهذا والحمد لله ما نجحت الهيئة فيه. وأردف قائلاً: “عند تأسيس الهيئة لم تكن الناس مهيأة للسياحة الداخلية، كما لم تكن المناطق مهيأة، وقضيتنا ليست قضية بناء مشروع أو منشأة، بل هي قضية بناء قاعدة صلبة تنطلق وتحمل هذا القطاع الاقتصادي بثقة وتستطيع أن تحل الإشكاليات التي تتولد من هذا النشاط الاجتماعي المكثّف”. وأشار إلى أن الهيئة طلبت في بداياتها ميزانية ضخمة لتطوير السياحة ولم تتحقق, والحمد لله أنها لم تتحقق في ذلك الوقت الذي لم يكن فيه المجتمع مهيأ للسياحة ولو حصلنا على تلك المبالغ لفشلنا ولما تفرغنا لتأسيس السياحية كأنظمة وثقافة وقطاع منظم. وأضاف سمو رئيس الهيئة: “أننا أدركنا منذ اليوم الأول لبداية الهيئة دون صلاحيات تنفيذية تذكر، أن الشراكة والتكامل هما السبيل لإنجاز المهام المناطة بنا، وكان علينا أن نكسب ثقة الشركاء من خلال تطبيق أسلوب إداري يتفاعل ويستجيب بكفاءة تفوق النمط المعتاد في القطاع العام، و نجحنا مع شركائنا من مؤسسات الدولة في إيجاد بيئة تعاونية منتجة ومربحة للجميع من خلال اتفاقيات الشراكة”. وبين أنه إلى جانب الشراكة والتعاون مع مؤسسات الدولة وأجهزتها عملت الهيئة على تطبيق اللامركزية بتحويل متدرج للمسؤوليات للمجالس والأجهزة السياحية التي تم تأسيسها في المناطق، مع الاستمرار في تقديم الدعم والمساندة لها، فالمناطق هي الأقدر والأقرب على رعاية المصالح المحلية، وقد تطلب هذا النهج تأصيل ثقافة ووعي جديدين، والتخلي عن ثقافة سائدة يسعى فيها كل طرف لتحقيق مصالحه في تنافس على الصلاحيات والموارد” وقال سمو رئيس الهيئة: “إننا عرفنا من البداية أنه لا يكفي أن تدار الهيئة بكفاءة وفعالية، ولكن يلزمها أن تسعى إلى أن تعمل في إطار منظومة من القيم والاعتبارات الإدارية التي تحاكي العصر، لذا قامت الهيئة بدورها القيادي لتنظيم صناعة اقتصادية مهمة في إطار مؤسسي من التعاون والتكامل مع الأجهزة الحكومية، والمؤسسات الخاصة، والقطاعات الأهلية، وجميع الأطراف المؤثرة والمتأثرة بقراراتها”. ولفت سموه إلى أن الهيئة بنيت على منظومة قيم يصل عددها إلى 200 قيمة، وهي قيم موجودة أساساً على أرض الواقع، فكان لدينا قيم أصيلة تم تفعيلها بشكل جعلها قابلة أن تكون قيماً إدارية، لم نخترعها. وأكد سمو الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة استطاعت منذ تأسيسها أن تكّون مخزوناً كبيراً من العلم والمعرفة والمعلومات، مشيراً إلى أننا نستثمر اليوم في سمعة الهيئة، ولا يمكن أن نتنازل عن أي شبر من سمعة الهيئة ومصداقية الهيئة التي كسبتها في عموم أنحاء المملكة وفي شراكاتها.