في مؤتمر للحزب الديقراطي الكردستاني طالب زعيمه مسعود البرزاني والذي هو في الوقت نفسه رئيس اقليم كردستان العراق بحق تقرير المصير لاكراد العراق .. مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تنسجم مع ذلك. ولا أدري كيف يرى البرزاني أن المرحلة المقبلة تنسجم مع ذلك في وقت تعني فيه كلمة تقرير المصير التوجه للانفصال ومن واقع التشكيلة الحكومية العراقية يتضح أن العراقيين حريصون على أن يكون أكراد العراق جزء من العراق ، وكذلك فإن الاكراد يرغبون في أن يكونوا أيضاً جزءاً من العراق الواحد وما جدوى الدعوى إلى تقرير المصير إذا كان رئيس العراق البلد العربي كردياً ووزير خارجيته كردياً ومناصب مهمة اسندت إلى الاكراد ولم يتقدموا بطلب الا تمت الاستجابة إليه .. حتى المادة 140 والتي تجيز الاستفتاء في كركوك تمت الموافقة عليها ولكن يأتي التأجيل دائماً بناء على ما تتطلبه مصلحة العراق إذاً ليس هناك مبرر موضوعي لطرح تقرير المصير للاكراد .. وعبارة تقرير المصير تعنى تلقائياً الانفصال اذا ما رأي قادة الاقليم ذلك ، ولكن الظروف الاقليمية والدولية لا تسمح بذلك وانفصال الاكراد لا يمثل تهديداً للعراق فحسب بل تهديداً لكل بلد فيه أقلية كردية سواء في تركيا أو إيران أو سوريا .. وقطعاً ان هذه الدول وأعني دول الجوار لن تؤيد قيام دولة جديدة في شمال العراق ، كما أن الغرب لا يريد لدولة مثل تركيا الحليفة أن تعاني المزيد في مواجهة الاكراد .. أما دعوة البرزاني للاقاليم الأخرى أن تحذو حذو الاكراد في تقرير المصير فهذه دعوة للتمزيق ولن يسمح لها أحد أن تمر.