كانت سعادتنا ولاتزال غامرة بتولي سمو وزير التربية والتعليم هرم المسؤولية في (أم الوزارات وزارة التربية والتعليم)، ومصدر تلك السعادة هو الفكر الذي يمتلكه سموكم الكريم ونظرته المستقبلية للأمور. وبالأمس طالعتنا بعض الصحف ان هناك توجهاً في الوزارة للعودة الى مركزية الادارات التعليمية لتصبح (13) ادارة تعليمية.. وهذا يعود بنا الى المركزية السابقة التي كانت موجودة .. وسعدنا كثيراً حينما تم تفتيت تلك المركزية وأعطيت بعض المناطق والمحافظات صلاحيات تخول لها اتخاذ القرار في الوقت المناسب وحسب ما تقتضيه مصلحة العمل ولاشك أن المركزية (معطلة) لكثير من المنجزات فأي إدارة تعليمية او مكتب تعليمي سيعود الى ادارة المنطقة وادارة المنطقة ستعود الى الوزارة وعلينا ان نتوقع تعطيلاً وتأخيراً لكثير من المشاريع والقرارات التي تتطلب اتخاذ قرار سريع. اننا كنا نتعشم بمنح مزيد من الصلاحيات لمديري التعليم في المناطق والمحافظات والمكاتب التعليمية حتى يتم تسريع العمل والقفز فوق (البيروقراطية) البغيضة والتي تعود بالشعوب كثيراً الى الوراء.. واذا بنا نفاجأ بهذا التوجه الذي سيعيد (البيروقراطية) من جديد الى هذه الوزارة الموقرة التي ستعطي أكثر كل ما منحت مزيداً من الصلاحيات لمديري تعليم المناطق والمحافظات. واتذكر بهذه المناسبة لقاء جمعنا بسمو نائب وزير التربية والتعليم للبنات السابق الأمير خالد بن مشاري.. حينما ذكرت له المعاناة التي نعانيها من بعض الادارات في الوزارة والتي يتطلب ردها شهراً وشهرين حتى يأتي الرد على استفساراتنا وكنت حينها مساعد مدير تعليم البنات بالعاصمة المقدسة فقال سموه (انني أعاني من نفس المشكلة في الوزارة والمكاتب لا تبعد عن مكتبي كثيراً).. وكانت شجاعة كبيرة بالاعتراف بهذه البيروقراطية التي ارى انه لزاماً على الوزارة ان تتجاوزها كما هو الحال في الدول المتطورة، ففي الولاياتالمتحدةالامريكية كل ولاية لها صلاحياتها واستقلاليتها وكل ادارة تعليمية في كل ولاية لها صلاحياتها وفق سياسة متفق عليها.. وبهذا سار التعليم لديهم خطوات مذهلة. هذا هو التخطيط العلمي المدروس نجاح قطر في ملفها لتنظيم كأس العالم (2022).. جاء تتويجاً لتخطيط علمي مدروس أتى ثماره بقيادة شباب متعلم متخصص تم اعداده بشكل رائع يتقدمهم الشاب ابن الاثنين والعشرين عاماً الشيخ محمد بن حمد آل خليفة الذي أرى انه النموذج الذي نأمله من الشاب العربي الطموح وكان على مستوى الحدث. مبروك لدولة قطر الشقيقة هذا التألق والابداع .. وهنيئاً لها هذه المنجزات التي ما كانت ستتم لو لم يكن هناك تخطيط علمي مدروس مدعوم بارادة وتصميم وعزيمة. آخر السطور: من علامات المؤمن (قوة في الدين، وحزم في لين، وايمان في يقين).