ينظم قسم التاريخ بجامعة الملك سعود ومركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية بالتعاون مع سفارة اليونان بالرياض ومعهد الدراسات الشرقية والإفريقية بأثينا، والهيئة العامة للسياحة والآثار (الندوة العالمية لعلاقات الجزيرة العربية بالعالمين اليوناني والبيزنطي من القرن الخامس ق.م إلى القرن العاشر الميلادي) في الفترة من 30 ذي الحجة الجاري إلى 3 محرم القادم. وأكد الدكتور علي إبراهيم الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة حرصت على المشاركة في الندوة العالمية لعلاقات الجزيرة العربية بالعالمين اليوناني والبيزنطي (القرن الخامس ق.م إلى القرن العاشر الميلادي)، كونها تخدم مبادرة الهيئة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة لإبراز البعد الحضاري للمملكة والجزيرة العربية والتي تنفذها الهيئة في أكثر من وسيلة منها الندوات الدولية سواء ما يتعلق بالآثار أو التراث العمراني. وأضاف الغبان، أن حرص الهيئة للمشاركة أيضا في الندوة يأتي بهدف إضافة مواضيع الاكتشافات الجديدة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، والتي ستعمل على تغيير الكثير من المسلمات المتعلقة بالعلاقات الحضارية بين اليونان والجزيرة العربية، مشيرا إلى أن علاقة الجزيرة العربية باليونان علاقة سلمية بدرجة كبيرة جدا وعبارة عن تبادل حضاري وحوار ومصالح تجارية مشتركة بدرجة كبيرة. وأبان أن إبراز الندوة في هذا الوقت تخدم عمل الهيئة فيما يتعلق بالبعد الحضاري، لافتا إلى أن مشاركة الهيئة تتمثل في تقديم أوراق عمل تتناول الأبحاث المتعلقة بالتواصل الحضاري بين الجزيرة العربية والعالمين اليوناني والبيزنطي. من جانبه قال الدكتور عبدالله العبدالجبار رئيس اللجنة المنظمة للندوة، إن الندوة ستعقد جلساتها على مدار ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من ستين باحثا عربيا وأجنبيا، فضلاً عن مشاركة كبار المتخصصين في تاريخ الجزيرة العربية والدراسات اليونانية: عبدالرحمن الطيب الأنصاري، عبدالعزيز الهلابي، فاسيليوس خريستيذيس، كارول هيلنبارند. وأضاف أن الندوة ستناقش أربعة محاور رئيسة هي (الجزيرة العربية واليونان) و(الجزيرة العربية والعالم البيزنطي) و(الجزيرة العربية والتجارة الإغريقية – البيزنطية) و(التأثيرات الحضارية بين الجزيرة العربية واليونان وبيزنطة) والتي تتضمن عدداً من المحاور الفرعية التي يزيد عددها عن خمسة عشر محوراً فرعياً. وقال العبدالجبار إن الندوة فرصة للباحثين السعوديين والعرب والأجانب للإطلاع على أبرز المستجدات في مجال دراسات الجزيرة العربية وعلاقاتها خلال العصور القديمة بالدول المجاورة والصلات الحضارية عبر العصور المتعاقبة. كما تجيب بعض الأبحاث عن أسئلة منها؛ طبيعة العلاقات بين العرب واليونان، تطور العلاقات خلال العصر الإسلامي، أهمية العلاقات التجارية بين الطرفين، أبرز الأطراف المؤثرة في هذه العلاقات، ابرز الكتاب الكلاسيكيين الذين كتبوا في تاريخ هذه العلاقات ومصادرهم. فيما أوضح السيد ديميتريوس ليتسيوس السفير اليوناني لدى المملكة، أن تنظيم الندوة مع الجهات المشاركة أخذ وقتاً طويلاً استغرق أكثر من سنة، وأنا مسرور بمشاركة جامعة الملك سعود والهيئة العامة للسياحة والآثار في الندوة. وأضاف:(أما المشاركة اليونانية في الندوة فتتمثل بمشاركة 15 عالماً وباحثاً يونانياً ممن يعملون في اليونان وخارجها وكذلك سيشارك العديد من الأساتذة في الجامعات اليونانية، ومن معهد الدراسات والأبحاث الدولية قسم الدراسات الشرقية والإفريقية، إضافة إلى مجموعة من العلماء الأجانب الذين لهم سمعتهم الدولية في الدراسات التاريخية والعلاقات بين حضارات المشرق والمغرب). وسيقام حفل افتتاح الندوة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والدكتور عبدالله العثمان مدير جامعه الملك سعود ومعالي السيد بافلوس جيرولانوس وزير الثقافة والسياحة اليوناني باقلوس بيرولانوس. وسيقام حفل الافتتاح في قاعة حمد الجاسر في بهو جامعة الملك سعود بالرياض الساعة 8 من مساء اليوم الاثنين وستقام الجلسات (يومي الثلاثاء والأربعاء في فندق كراون مداريم اعتبارا من 9 صباحا إلى 4 عصرا. وستنظم الهيئة العامة للسياحة والآثار يوم الخميس رحلة للمشاركين في الندوة إلى مدائن صالح. وتهدف الندوة إلى تحقيق اللقاء العلمي والبحثي بين العلماء والباحثين العرب والأجانب في تخصصات تجمعها الأصول الحضارية للمنطقة، ومناقشة قضايا التفاعل العلمي والتبادل الأكاديمي النشط بين هذه التخصصات، وتحقيق التواصل بين العلماء والباحثين في الجامعات والهيئات العلمية العربية والأجنبية وتفعيل الحوار بينها، وعقد اكبر تآخي علمي بين العلماء في مجالات التاريخ القديم والوسيط والإسلامي والآثار بعلومها المختلفة، وتسليط الضوء على منطقة الجزيرة العربية كمعبر للتأثيرات والمؤثرات المختلفة المتبادلة بينها وبين الحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية. يشارك في هذه الندوة 64 عالماً وباحثاً متخصصون في التاريخ القديم والآثار والتاريخ الوسيط والإسلامي يمثلون تجمعاً علمياً ضخماً من ما يزيد عن ست دول عربية وتسع دول أجنبية، فمن الدول العربية يشارك علماء وباحثون من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة واليمن ومصر وتونس والجزائر ومن أوروبا وروسيا والصين ويشارك علماء وباحثون من اليونان والمانيا وروسيا وبلجيكا وانجلترا وفرنسا والسويد وبولندا والصين وتركيا وجنوب أفريقيا.