وتمضي الأيام.. وتكبر الأحلام.. وتزدحم المشاوير.. وتشتعل الصدور بالآمال.. والانسان يدري.. ولا يدري كيف يتواصل ركض الأيام.. يوماً.. يوماً.. وكلما تحقق للانسان بعض ما يتمنى.. أشرقت امان جديدة.. حافلة .. فيظل الانسان في محطة الانتظار دائماً.. حتى اذا ما انتهى عام لكز خاصرة الزمن حتى يسرع اكثر بانتظار الأحلام والأماني وهي تتوسد القلب والعين وتقود الانسان الى المزيد من الانتظارات.. وفي غمرة هذا السباق يمضي عام خلف عام.. ويذهب انسان.. ويأتي انسان.. فتندم على الأحلام التي لم تتحقق.. والاماني التي لم تشرق ومواويل الرضا التي احترفت الصبر. تذرف الدمع ساخناً... على إنسان مات في عز الزحام.. توقف نبضه.. وركضه.. أصبحت كل الأشياء رماداً. ثم نفرح حد الشعور المضمخ بالابتهاج وهذا مولود جديد يأتي باكياً.. ثم يتعلم كيف يبتسم.. حتى يضحك من قلبه.. قبل أن يدركه الزحام فينسى دموعه وابتساماته ويبدأ مرحلة التفكير في الذي سيأتي.. ثم يستغرق حتى لا يفيق الا وقد مضى العمر وأصبح على مشارف الوداع لحياته .. وناسه.. وأحبابه!!. هكذا تمضي الحياة.. وهكذا يستهلك الانسان سنوات عمره يفرح بالعشرين.. ويزدهي بالثلاثين .. ويفخر بمكتسباته في الأربعين ثم ينشغل بالتأمل.. والتمني مروراً بالخمسين.. ووصولاً إلى الستين.. وفجأة يفيق لنفسه ينتظر النهاية التي نمضي نحوها جميعاً. والانسان كلما مضى الزمن من بين يديه يزداد قناعة ورضى بانتظار الموت الحقيقة الأكبر في حياة البشر وهي الحقيقة الأجمل.. مادامت صلة الانسان بالله عامرة. تذكروا أن اليوم يصادف آخر أيام عام كامل سيمضي بحلوه.. ومره.. بايجابياته.. وسلبياته.. بدموعه .. وابتساماته.. وغداً سيهرع المتفائلون ليشربوا كأس الحليب الناصع النقي تفاؤلا بأن يكون العام الجديد حافلاً بالحب.. والنجاح.. والتوفيق. دعونا ننقي دواخلنا من شوائب الحقد.. والكراهية .. والحسد.. وأن نرفع رايات المحبة.. والاخاء.. والالتفاف. يارب اجعله عام خير.. وسلام.. وتوفيق.. وامنحنا القدرة ابداً على أن نكون الأقوياء في الحق.. والوفاء .. والالتفاف.. وكل عام وابتسامتكم بخير. آخر المشوار قال الشاعر: قولي أحبك كي تصير أصابعي ذهباً وتصبح جبهتي قنديلا الآن قوليها ولا تترددي فبعض الهوى لا يقبل التأجيلا