مشكلة أخرى ظهرت في أفريقيا وكأن هذه القارة على موعد دائم مع المشاكل ، فبالأمس كينيا ومن قبلها زيمبابوي واليوم ساحل العاج .. وأساس الاشكال هو عدم الاقتناع بنتائج الانتخابات التي ارتضاها الشعب حكماً للفصل بين التيارات السياسية التي تعتمد في الأساس على تكوينات قبلية. فقد دخلت ساحل العاج في مأزق سياسي حقيقي .. إذ جاءت نتيجة الانتخابات في صالح المرشح المنافس للرئيس الحالي لوران غباغبو وهو حسن وتارا .. وأعلنت اللجنة الانتخابية فوز حسن وتارا رسمياً ، وحظي وتارا بدعم دولي وأفريقي كبير حيث أعلنت الأممالمتحدة أن الرئيس المنتخب شرعاً في جولة إعادة الانتخابات هو حسن وتارا. ولكن غباغبو رفض الاعتراف بالنتيجة وأعلن نفسه رئيساً للبلاد بل أدى اليمين الدستورية رئيسا للبلاد مدعوماً من الجيش الذي أعلن تأييده له. وقد اعتبر وتارا وأنصاره أن ما قام به غباغبو انما هو انقلاب قصر وان خيار الشعب قد حسم عبر الانتخابات ولذلك أقدم هو من جانبه على أداء اليمين الدستورية وتكليف رئيس الوزراء المستقيل بتشكيل حكومة جديدة. هنا جوهر الأزمة فهنالك رئيسان للبلد ، وهذا ما يتطلب تدخل الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة من أجل اقناع غباغبو بتسليم السلطة للفائز حسن وتارا الذي يحظى باعتراف العالم فيما لا يجد غباغبو الا دعم الجيش .. فهل ينجح مبيكي هذه المرة .. أم أنه سيواجه نفس التعقيد الذي واجهه في أزمة أبيي السودانية.