التلويح بالاستقالة أو حل السلطة الفلسطينية ليس جديداً من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي سبق وأن لوح به كتعبير عن الاحباط تجاه التطورات السلبية في مسيرة السلام. ولكن بعد أكثر من سبعة عشر عاماً من اتفاقية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين من حق محمود عباس أن يعيد التقييم حيث وإنه طيلة هذه الفترة لم تحقق عملية السلام تقدماً ، بل كانت من انتكاسة إلى انتكاسة،وجاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس الرئيسيتين ليجعل من الواقع الفلسطيني دولتين متناحرتين ، وكانت هذه أكبر خدمة يقدمها الفلسطينيون لاسرائيل التي كثفت من تدخلها لتجعل من الضفة الغربية مقر السلطة الفلسطينية مركزاً لاحتلالها، عملياً لم يعد أمام عباس ما يقدمه كرئيس لسلطة تحيط بها قوات الاحتلال من كل جانب في ظل هذا الواقع يأتي تلويح عباس بحل السلطة الفلسطينية تلويحاً جاداً وقابلاً للتطبيق ولكن هل في مقدور العالم أو أمريكا على وجه الخصوص ما يمكن أن تسارع به لانقاذ الموقف عملياً ، لا تستطيع أمريكا أن تملي على إسرائيل ما لاتريده ولكن إذا ما نجحت إسرآئيل في فرض رؤيتها فإن ذلك سيؤثر كثيراً على مصداقية أمريكا التي وعدت بقيام دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنباً إلى جنب في سلام. فكيف يمكن لدولة أن تنشأ والاستيطان سياسة معلنة لإسرائيل ونتنياهو يصدر كل يوم من القرارات ما ينعكس سلباً على السلام في مجمله .