صحيح أن المنتخب النمساوي ليس بين أقوي الدول المشاركة في كأس أوروبا 2008، لكنه يتغنى بتاريخ كروي عريق لاسيما إذا عدنا إلى أسطورتي "كوردوبا" وال"فوندر تيم". بعيداً جداً عن مركزها ال101 في التصنيف الصادر الشهر الماضي عن الاتحاد الدولي "فيفا"، هيمنت النمسا على الكرة الأوروبية في ثلاثينات القرن الماضي، بقيادة مدربها هوغو مايسل والكابتن ماتياس سينديلار. لم يتعرض ال"فوندر تيم" أو الفريق السحري لأي خسارة في 14 مباراة بين ابريل 1931 وأكتوبر 1932، مدمرا في طريقه اسكتلندا (5-صفر)، وألمانيا (6-صفر و5-صفر)، وسويسرا (8-1)، وإيطاليا (2-1) والمجر (8-2). وتوجت النمسا بلقب كأس أوروبا الوسطى 1932، والميدالية الفضية في ألعاب ميونيخ الأولمبية 1936، قبل أن ينحل منتخبها مع بزوغ الفورة النازية 1938. حلت النمسا ثالثة في مونديال سويسرا 1954، لكن أسطورتها الثانية التي عرفت ب"معجزة كوردوبا" حدثت في مونديال الأرجنتين 1978 عندما تمكنت في الدور الثاني يوم 21 يونيو من الفوز لأول مرة على ألمانياالغربية حاملة اللقب وخصمها التاريخي بنتيجة 3-2 بينها هدفان لنجمها الكبير هانس كرانكل في شباك الحارس الشهير سيب ماير. بعد 30 سنة على معجزة كوردوبا وإقصائهم ألمانيا عن التأهل إلى نصف النهائي، ستتاح الفرصة للنمساويين أن يكرروا معجزتهم عندما يقابلون ألمانيا في ختام الدور الأول في 16 يونيو المقبل. محطة "سوداء" شاركت فيها النمسا مع ألمانياالغربية في مونديال اسبانيا 1982 عندما اتفقتا على إنهاء المباراة بنتيجة 1-صفر لمصلحة الألمان، ما حتم خروج الجزائر من المنافسة وحرمانها من التأهل إلى الدور الثاني، ليطلق على هذه المباراة لاحقاً "فضيحة خيخون".