رحل عنا الحبيب محمد عبده يماني هكذا بدون ألقاب دنيوية فانية رحل عنا وهو يحمل لقب فقيد مكةالمكرمة هذا اللقب والذي سيواجه به وجه ربه الكريم ولا نزكيه على الله سبحانه وتعالى ، فقيد مكةالمكرمة اطهر البقاع وأحبها إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم رحل رضي الوالدين معلم الناس الخير المحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين رحل رجل صنائع المعروف، رحل رجل البر والاحسان والأعمال الخيرية رحل المتحدث الرسمي بأسماء أهالي مكةالمكرمة في الكثير من الجهات الحكومية في قيادتنا الرشيدة رحل وبفقده فقدت أم القرى أحد أهم نجومها الساطعة المؤمنة بربها ثم بمليكها ورسالتها الانسانية تجاه أبناء مكةالمكرمة فكم من المعضلات نافح عنها وكم من المتطلبات نادى بها وكم من تاريخ مكة حاول المحافظة عليه متمسكاً رحمه الله بالعقيدة الاسلامية الصافية والقلب الأبيض والابتسامة البيضاء التي لا تحمل خلفها إلا معنى واحداً الحب في الله، وبرحيله فقدت مكةالمكرمة احد أهم ابنائها المخلصين والذي سيظل مكانه ومكانته شاغرة رحل وحب مكةالمكرمة بين ثنايا أضلعه رحل وفي خاطره اشياء لم يتمكن من عملها لمغادرته هذه الدنيا الفانية، وهو رحمه الله رحمة واسعة من كانت له صولات وجولات لا أقول من خلال أعماله الحكومية الرسمية فهذا واجبه الوطني رحمه الله ولكنه تحمل المشاق والإرهاق البدني والنفسي وهو صابر محتسب فهو رحمه الله من كان يعالج مشاكل نادي الوحدة الرياضي التي لا تنتهي وهو من حاول الارتقاء بصحيفة (الندوة) رغم الجو الماطر والأعاصير وهو من يتفقد أحوال المسنين والعجزة والارامل والأيتام رحل عاشق السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام رحل من كان يجاهد في الابقاء على التراث الاسلامي في عدة مواقع اسلامية خالدة كموقع معركة بدر الكبرى التي غيرت مسار الأمة الاسلامية، رحل من كان يعلم الخير عن أهل الخير من خير الأمة كسيدتنا خديجة رضي الله عنها محاولاً وصفها انموذجاً لنساء اليوم ، واتمنى والفقد حار والمصاب جلل أن يطلق اسمه على أحد أهم الشوارع أو الميادين العامة في مكةالمكرمة وعلى احدى القاعات بنادي الوحدة الرياضي ، وان ينال أحد الأوسمة الرفيعة من التي تمنح في مهرجان الجنادرية العالمي والذي يرعاه ملك الإنسانية والسلام خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ، ولا نملك إلا أن نقول إننا يا أبا ياسر لفقدك لمحزنون ولكن عزاؤنا الكبير أنه رحل في شهر الحج الفضيل بل في الليالي التي أقسم بها الحق سبحانه وتعالى في محكم التنزيل (والفجر وليالٍ عشر) ونسأل الباري جلت قدرته أن يرحمه رحمة واسعة وأن يسكنه فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وأن يلهم أسرته الكريمة ومحبيه وما أكثرهم الصبر والسلوان وحسن العزاء (إنا لله وإنا إليه راجعون).