لقد تبوأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- الصدارة في قلوب شعبه، وتبوأ مكانة عالية في تقييم المهتمين عالميًا، وذلك نظير النقلة النوعية التي أحدثها بثاقب بصيرته، وماضي عزيمته على جميع الأصعدة، وليس هنالك من يستطيع أن يحصر جليل أعماله -أيده الله- ولا عظيم مردودها الذي أفاد منه الوطن والمواطن والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع. أثبت ملك الإنسانية بأفعاله ما تعجز الألسنة البليغة عنه، فكانت انطلاقته –أعزه الله- من مبادرته بالرقي بشعبه الذي يتبادل معه الحب والاحترام، فكان أول اهتماماته أبناء هذا الوطن الكبير، فاستثمر جهده ودعمه للرقي بوطنه، وجعل من المواطن اللبنة الأساسية التي يدور عليها محور الاهتمام، حتى أصبح المواطن ينعم بتنمية شاملة لجميع مناحي الحياة، وأصبح الناس يشعرون بهذه التنمية المباركة التي تشاركهم جميع مراحل حياتهم الخاصة والعامة، والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى أو تحصر، وقد نال التعليم العالي دعمًا منقطع النظير حتى بلغت الجامعات السعودية حوالي خمس وعشرين جامعة في مدة وجيزة، ودعم –أيده الله- هذه الجامعات بالفكر والمال والرعاية، وتكرم بسخائه على أبنائه ببرنامج الابتعاث الذي يصطفي من أبناء الوطن المتميزين للابتعاث إلى صفوة الجامعات العالمية للنهوض الجاد والمثمر بهذا الوطن الكبير. من المستحيل تدوين إنجازات هذا الملك الأغر الكريم، ولكن العالم كله يشهد على ما بذله ويبذله –أمده الله بتأييده- من إنشاء أو دعم أو ترسيخ لكل ما فيه سعادة الإنسان أنى كان، لقد فتح أبواب الحوار الموصدة بين الأمم والحضارات والديانات، ودفع عجلة الرخاء، وأجلس المتناحرين تحت سقف واحد من أجل كلمة واحدة للمصالح العليا، وواسى المكلوم، وآسى الجريح، وعلم الجاهل، وبنى المنهدم، وأطعم الجائع، وحاور المعاند، وأمهل الحاقد، وقصم ظهر الصائل المتطاول. وما كان تقييم مجلة «فوربس» إلا جزءًا مما يستحقه ملك الإنسانية، وإلا فإن إنجازاته –حفظه الله- أكثر من أن تحصرها المؤلفات، والمنصفون في العالم يقرون له بالفضل والخيرية، وحق لنا نحن أن نفاخر بوالدنا خادم الحرمين الشريفين الذي رفع شأننا وشأن بلادنا في كل محفل وعلى جميع الأصعدة، فشكر الله لخادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية نظير إعزازه لمكانة بلاده، ورفعة أبنائه، والنهوض بهموم أمته، ومشاركة البشرية في أفراحها وأتراحها بغية الانتقال من ظلام الشقاق إلى نور الوفاق، وفق استراتيجية ترسخ مكانة هذه البلاد، وإن ما ناله خادم الحرمين الشريفين –أعزه الله بتأييده وتسديده- من مكانة لهي أقل ما تدين به البشرية لقامة عالية كقامة هذا الملك الهمام، وإن ذلك كله تقدّمٌ للمملكة وأبنائها على جميع الأصعدة، وفقكم الله يا ملك الإنسانية لما فيه خير وطنكم، ورفعة أبنائكم، وقضايا أمتكم، وسعادة البشرية جمعاء، وبارك الله فيكم وفي جهودكم، وأعز بعزته ولي عهدكم الأمين، والنائب الثاني لكل خير ومجد وعزة، وحفظكم فألاً حسنًا على الوطن والمواطن والأمة العربية والإسلامية، وبابًا لخير وسعادة وسلام الإنسانية.