أعدت الخطوط الجوية العربية السعودية دراسة تهدف إلى انضمامها إلى أحد التحالفات العالمية الرائدة في مجال صناعة النقل الجوي وتحقيق نقلة نوعية غير مسبوقة في مستوى أدائها وخدماتها وتواجدها الفاعل في شتى أنحاء العالم . وأوضح مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس خالد بن عبدالله الملحم أن هذه الخطوة الهامة تأتي في إطار الخطة الإستراتيجية للمؤسسة الرامية إلى تعزيز مكانتها التنافسية العالمية في صناعة النقل الجوي عبر الانضمام إلى تحالف عالمي تتمكن من خلاله تحقيق أهدافها الحالية والمستقبلية والانتشار العالمي على أوسع نطاق من خلال الاستفادة القصوى بشبكة رحلات شركائها في التحالف . وأضاف أن أهم ثلاثة تحالفات عالمية تتمثل في سكاي تيم (Sky Team) وستار اللايانس (Star Alliance) ووَنْ وورلد (One world) والتي تستحوذ على أكثر من (80%) من الحجم الكلي لحركة النقل الجوي على النطاق الدولي ، ويضم كل منها شركات طيران تتوافق شبكات رحلاتها جغرافياً بما يضمن حركة الركاب بكل سهولة وسلاسة ، وذلك عن طريق توسيع شبكة الرحلات من خلال ربط جداولها ورحلاتها مع الرحلات الحليفة في مناطق مختلفة من العالم . وبين المهندس الملحم أن التحالفات العالمية تشترط التزام الشركات الأعضاء فيها بمعايير قياسية موحّدة ترتقي بمستويات أداء الخدمة على نطاق التحالف وتضمن تجانسها بما يمكِّن العملاء من التنقل داخل شبكات تلك الشركات بصورة سلسة والإستفادة من إمكانية تبادل النقاط المكتسبة في إطار برامج ولاء العملاء المطبقة من قبل الشركات الأعضاء في كل تحالف علاوةً على إستخدام الصالات المخصصة للعملاء المستفيدين من تلك البرامج . وقال (فإن ذلك من شأنه أن يوسع أُفق الحوافز التشجيعية المتاحة لأعضاء برنامج الفرسان ويمكنهم من الإستفادة من نقاطهم المكتسبة على نحوٍ يلبي احتياجاتهم بطريقة أكثر مرونة وفاعلية ، كما أن الانضمام إلى أحد التحالفات الرئيسية سيكون له أثر إيجابي على عملاء (السعودية) من خلال إستخدام شبكات شركات الطيران العالمية الأعضاء في التحالف بطريقة ميسرة وسهلة وبتكلفة أقل) . وأكد المهندس خالد الملحم أن الخطوط السعودية قطعت شوطاً بعيداً في مفاوضاتها للدخول في أحد التحالفات ، ومن المتوقع أن تُستكمل الترتيبات النهائية لتحقيق هذه الغاية خلال فترة وجيزة خاصةً وأن الخطوط السعودية تلقت مؤشرات إيجابية من الشركات الأعضاء في التحالف لما تتمتع به الخطوط السعودية من مكانةٍ مرموقة على المستوى العالمي وكذلك لموقعها الجغرافي المميز الذي يحفز الشركات الأعضاء في التحالف لقبول عضوية (السعودية) فيه خاصةً في ظل الرؤية الاستراتيجية التي شرعت في تطبيقها فيما يتعلق بخطة إعادة هيكلة شبكة رحلاتها التي تتمحور حول تكثيف تواجدها على مدار الأسبوع في مختلف أقطار العالم عبر رحلات دولية مباشرة انطلاقاً من كلٍ من جدة والرياض والدمام وربط رحلاتها مع رحلات الشركات الأعضاء في التحالف من خلال تنسيق جداول الرحلات ومواعيد الإقلاع والهبوط ضماناً لتقليص أوقات انتظار رحلات المواصلة . الجدير بالذكر أن الخطوط السعودية عززت استعدادها لتطبيق هذا التوجه الاستراتيجي بالاستحواذ على (35) طائرة من طراز (إيرباص 320) و(15) طائرة من طراز (إيرباص 321) و(8) طائرات من طراز (إيرباص 330) و(12) طائرة من طراز (بوينج 777 300) و(12) طائرة من طراز (بوينج 787 9) (Dream Liner) ، كما دأبت الخطوط السعودية خلال الفترة الماضية على بذل جهود حثيثة لتحديث البنية التحتية لتقنية المعلومات والتي تُعد من أهم المقومات الأساسية التي يتم تقييم الشركات على ضوئها في سياق النظر في قبول عضويتها في التحالفات العالمية ، الأمر الذي حدا بالخطوط السعودية لتطوير وتحديث أنظمتها التشغيلية والتسويقية والمالية لمواكبة آخر المستجدات في هذه المجالات على مستوى صناعة النقل الجوي. ومما لاشك فيه أن انضمام الخطوط السعودية لأحد التحالفات سيكون بمثابة نقلة نوعية على قدر كبير من الأهمية في مرحلتها الانتقالية الراهنة حيث إنه من المؤمل أن يؤدي إلى تعزيز مكانتها كشركة طيران عالمية رائدة من خلال توسيع شبكة رحلاتها الدولية وتواجد شعارها في مختلف أنحاء العالم ، وتمكينها كذلك من تحقيق الاستغلال الأمثل لأسطولها وبالحد الأدنى من التكلفة.