رحب مسؤولون في عدد من الدول العربية بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعوة القيادات والأحزاب العراقية الى اجراء مباحثات تشاورية في الرياض لتجاوز أزمة تشكيل الحكومة العراقية. واشادوا في تصريحات امس بحكمة المبادرة وبعد نظر خادم الحرمين الشريفين وحرصه على استقرار وأمن العراق ووحدته ودعم الشعب العراقي بكل طوائفه ومكونانته. ورحبت دولة الكويت أمس بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأحزاب العراقية إلى إجراء محادثات في الرياض بهدف التوصل إلى تشكيل الحكومة العراقية. وأعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح عن دعم دولة الكويت لهذه الدعوة وقال إنها تترجم الدور المسؤول الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية تجاه استقرار العراق ووحدته كما تعكس حرص خادم الحرمين الشريفين على تعزيز الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة معرباً عن تمنياته بأن يكتب لهذه الدعوة النجاح في تحقيق أهدافها المرجوة. وأوضح الشيخ الدكتور محمد الصباح أن الدعوة تأتي تعبيرا عن مشاعر القلق لدى المملكة ودول المنطقة من جمود الوضع السياسي في العراق وما قد ينجم عنه من تداعيات خطيرة على الأمن الاقليمي كما تأتي استجابة لآمال وتطلعات دول الجوار في مساعدة العراق الشقيق للخروج من هذا المأزق. وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة امس دعمها الكامل لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للقادة وممثلي القوى السياسية في العراق الى الاجتماع في الرياض تحت “ مظلة جامعة الدول العربية “ عقب “ موسم الحج “.. للتباحث في سبل الخروج من أزمة تشكيل الحكومة العراقية. وأشاد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدعوة خادم الحرمين الشريفينالرامية إلى إخراج العراق من المأزق الراهن. ودعا سموه في تصريح له أمس جميع الأحزاب والفعاليات السياسية العراقية للتجاوب مع المبادرة السعودية من أجل إنقاذ العراق من ازمته السياسية التي طال أمدها. وقال سموه “ إننا نثمن جهد المملكة العربية السعودية من أجل استقرار العراق والمنطقة ونؤكد دعمنا الكامل لهذه المبادرة.. ولهذا فإننا ندعو كل الأطراف العراقية للتعامل معها بأكبر قدر من الاهتمام لما فيه مصلحة العراق وشعبه والمنطقة “. وأضاف سموه “أن المملكة العربية السعودية حريصة على توحيد الصف وإبعاد شبح الخلافات ولذلك فإنه يحدونا كبير الأمل أن يعطي قادة الأحزاب العراقية أكبر قدر من الاهتمام والتجاوب وأن يتعاملوا مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين بكل إيجابية “. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان “ إن الملك عبدالله يتميز بثقل سياسي ومكانة عربية ودولية تؤهله للقيام بهذا الدور الذي تحرص عليه المملكة دوما سعيا منها لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى الصعيد العربي بشكل عام “. فيما أعرب دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن سعادته بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للقيادات العراقية إلى الرياض والسعي إلى حل مشكلات العراق تحت مظلة الجامعة العربية. وأكد دولته في كلمته التي ألقاها أمام ملتقى الكويت المالي الثاني امس أن دعوة خادم الحرمين الشريفين تضع الحلول لقضايانا العربية الشائكة في إطارها الصحيح. من جهته وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي وجهها إلى الرئيس العراقي جلال طالباني والقيادات العراقية للتشاور في الرياض عقب موسم الحج وتحت مظلة الجامعة العربية بدعوة خير تستهدف توحيد الصف وإبعاد الخلافات وتأثيرها على الحركة السياسية في العراق. وأشار موسى إلى ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين من تأييد ومؤازرة لكل ما يتفق عليه القادة العراقيون وما يصلون إليه من قرارات دون تدخل خارجي. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان له أمس على أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى تأكيد المصالحة الوطنية العراقية وأن الآمال العربية معقودة على وحدة الصف العراقي وعلى الجهود العراقية الجارية لتصل إلى مبتغاها بتشكيل حكومة شراكة وطنية وأن دعوة خادم الحرمين الشريفين إنما تتوجه إلى نفس الهدف من منطلق الحرص على المساهمة في تحرك العراق نحو المستقبل بما يضمن استعادة دوره باعتبار العراق دولة عربية أساسية لها دورها ومكانتها. وأوضح أنه تلقى عددا من الاتصالات من الجانب العراقي في هذا الشأن وأنه مستمر في اتصالاته من منطلق الحرص الذي أبدته المملكة بشأن العراق وباعتبار العراق عضوا مؤسسا ونشطا في الجامعة العربية تهم أوضاعه كل العرب والجامعة العربية. وقال رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني الدكتور صالح المطلق إن هذه الدعوة جديرة بالاحترام والتقدير من قبل كافة أطياف الشعب العراقي لأنها تفتح الأمل لإنهاء مآسي الشعب العراقي التي مازالت مستمرة منذ عام 2003م. وأضاف “أن دعوة المملكة تجسد حرصها على عروبة العراق وعودته إلى الحضن العربي قويا عزيزا”. وأوضح المطلق أن هذه الدعوة تشكل فرصة تاريخية للعراقيين لإنهاء أزماتهم المتعددة والتي طال أمدها وأوقعت بالعراق خسائر جسيمة لا يمكن وصفها. ودعا المطلق كافة الهيئات السياسية العراقية إلى التجاوب سريعا مع الدعوة السعودية للنهوض بالعراق مجددا وإعادته إلى الصف العربي. من جانبه ثمن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى بالمبادرة القيمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والتي دعا من خلالها المسؤولين السياسيين العراقيين للاجتماع في الرياض بعد موسم الحج للسعي لحل كل المعضلات التي تواجه تشكيل الحكومة العراقية وتوحيد الصف وإبعاد شبح الخلافات وإطفاء نار الطائفية البغيضة. وأشاد في بيان صحفي أمس بحكمة هذه المبادرة وبعد نظر لخادم الحرمين الشريفين وسعيه المتواصل لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية , وحرصه على الحفاظ على وحدة العراق ودعم الشعب العراقي بكل طوائفه ومكوناته. كما دعا الأمين كل الفرقاء السياسيين العراقيين للتجاوب مع هذه المبادرة الخيرة.