لو قدر الله ان صادفت طفلاً يبكي ما هو الشيء الذي ستبادر به تجاهه؟ ولكن ان اطلعت على أن هناك رضيعاً يئن من شدة الألم والوجع ولا يذق طعم النوم وكلما أراد قضاء حاجته اتسعت فوهة معاناته وتعالت نبرات صرخاته وبحت حنجرته حتى ينتهي فتبدأ الآلام تلازمه وهكذا.. هو في الحقيقة يستجدي همم الغيارى على البراءة مستغيثاً بعد الله بكل محب للطفولة.. متوسلاً بكل من بيده بعد الرحيم الأمر في انهاء معاناته وحفظ ماء وجه براءته الطفولية الا انه لم يبلغ بعد مدى استغاثة انه الرضيع (يوسف ع. ي) والبالغ من العمر سنة ونصف والذي منذ ولادته قدر الله ان يصاب بعيب خلقي في مجرى البول والمعروف طبياً بالاحليل التحتي التام حيث لا يستطيع قضاء حاجته عند رغبته في التبول إلا بشق الأنفس وباقي الأيام يقضيها كسابقاتها متألماً بسبب الانحراف الذي أتى على فتحة البول وظهورها في غير موضعها الطبيعي وحيث اشارت كافة التقارير الطبية الى حاجته العاجلة باجراء العملية التقويمية إلا ان قلة حيلة والده وضيق ذات اليد كونه يعمل براتب لا يتجاوز 1500 ريال منعته من تضميد جراح فلذة كبده ومسح دموع الحزن من على عينيه ليبقى الأب نادباً حظه العاثر وبحسرة ومرارة اكتفى بالتفرج والمشاهدة وهو يتقطع ألماً أمام صرخات ابنه الباكية فمن يفرج عن هذا الطفل البريء ومن يمسح دموع الأب المكلوم؟!.