في كتاب (قطوف لغوية) للأستاذ فتحي الخولي ومضات باهرة اختارها من بطون الكتب، توحي بجمال لغتنا العربية وسعتها لكل لفظ بديع في الحياة، ولاشك ان (الكتابة الجيدة) تبرز من خلال سمو الهدف، وفصاحة اللغة، والكلمة الفصيحة كما ذكر الخولي : (ينبغي ان تكون معتدلة غير كثيرة الحروف، فأكثر الكلمات ثلاثية الحروف لخفتها، وابعدها عن الاستعمال الكلمات الخماسية، واوسطها الرباعية، فهي وسط بين الخفة والثقل). وسئل اديب : ما سر قوة الكلمة يكتبها الكاتب؟! فأجاب بقوله: ليس السر في بريق الكلمات، وموسيقى العبارات.. وليست كل كلمة تبلغ الى قلوب الآخرين فتحركها!. وينصح الاديب هؤلاء الذين يجلسون الى مكاتبهم، ويكدون قرائحهم لينتقوا اللفظ الانيق، ويلفقوا الاخيلة البراقة، بأن يوفروا عليهم كل هذا العناء. ثم يذيع سر قوة الكلمة فيقول : (إن ومضة الروح.. واشراقة القلب بنور الايمان بالفكرة، هو سبب حياة الكلمات وحياة العبارات!. | ترى.. كم من كتاب صحفنا اليومية من يقدم للقارىء وجبة فكرية مفيدة للذهن؟!. وما اكثر الذين ينثرون الغث، والخشن من الكلام السقيم، دون مراعاة للذوق السليم، واحترام الآخرين!. لقي رجل هارون الرشيد وهو يطوف حول الكعبة، فظن انها فرصة يمكنه فيها ان يكلمه بكلام خشن ولا يؤذيه فاقترب منه وقال له : ياأمير المؤمنين، اريد ان اكلمك في هذا الموقف بكلام فيه خشونة فاحتمله.. فقال له هارون الرشيد: لا .. لا .. ولا كرامة، فقد بعث الله من هو خير منك الى من هو شر مني ليكلمه فقال : (فقولا له قولاً لينا) .. ورفض امير المؤمنين ان يسمع من الرجل كلاماً). ويحسن اختيار بعض ما كُتب عن (الاخطاء الشائعة) لفائدة ذلك للجميع: | من الأخطاء الشائعة قوله : (فلانة انسانة ممتازة).. وقد جاء في المصباح : الانسان من الناس ، اسم جنس، يقع على الذكر والانثى، والواحد، والجمع، فيقال: (فلان انسان) و(فلانة انسان). | يقولون: (طمع في نوال كذا)، والصواب (طمع في نيل كذا). | يقولون : (كريت البيت) والصواب (اكرتيه). | يقولون : (لا يخفاك انني كذا) والصواب (لا يخفى عليك..). | يقولون : (عرفت نواياه) وهذا خطأ، والصواب : (عرفت نيَّاته). | يقولون : (فلان عازب أو أعزب) أي غير متزوج، وهذا خطأ. والصواب (فلان عزب). | ويقولون : (اغراب) يريدون أجانب وهذا خطأ والصواب (غرباء). | يقولون : (قفل الأبواب) أو (قفل المحلات) أو (قفل الدفاتر) والصواب: (اقفال الأبواب) أو (اقفال المحلات). | ويقولون : (حدث كذا في رابعة النهار) يقصدون انه حدث علناً في اثناء النهار، والاصوب : (ريعان النهار) ومنه (ريعان الشباب). | ويقول بعضهم : (اخذت اراقب الموقف عن كثب)، والاصوب: (أخذت اراقب الموقف من كثب). | وبعد : الاخطاء الشائعة كثيرة، واذا حاولنا تلافيها في كتاباتنا، فاننا نكون قد حافظنا على جمال لغتنا العربية وبلاغتها. والله الموفق والمعين.