أعلن معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة أن الثقافة العربية تستعد في المرحلة القادمة لحدث كبير مرتقب وهو “ القمة الثقافية العربية “ تنفيذا لقرار القمة العربية التي انعقدت في سرت. جاء ذلك في كلمة معاليه أمام الجلسة الأولى لأعمال مؤتمر الوزراء المسئولين عن الثقافة في الوطن العربي في دورتة السابعة عشرة التي بدأت في الدوحة أمس والتي نقل في مستهلها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للمؤتمر وتمنياته أن يخرج بنتائج طيبة لخدمة الثقافة العربية. وقال : أَودُّ في مفتتَحِ كلمتي أنْ أنْقُلَ إلى مؤتَمَرِكم هذا تحيَّاتِ خادمِ الحرمينِ الشَّريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يرجو لهذا المؤتمرِ أنْ يخْرُجَ بنتائجَ طيِّبةٍ لخدمةِ الثَّقافةِ العربيَّةِ، وبخاصَّةٍ في هذه المرحلةِ التي تتطلَّبُ خِطَابًا ثقافيًّا عربيًّا مُعَبِّرًا عنْ أصالةِ أُمَّتِنا ودَوْرِها في التَّاريخِ والحضارةِ. كما أَوَدُّ أنْ أُعَبِّرَ عنْ سعادتي لمشاركتي في الدَّورةِ السَّابعةَ عشرةَ لمؤتمرِ الوزراءِ المسؤولينَ عن الشُّؤونِ الثَّقافيَّةِ في الوطنِ العربيِّ، وأنْ ألتَقي بهذهِ الأسماءِ التي اتَّخذَتْ مِنْ خدمةِ الثَّقافةِ العربيَّةِ رسالةً لها، وأن يكونَ هذا اللِّقاءُ في دولةِ قطر الشَّقيقةِ التي تحتفِلُ – ويحتفلُ معها وطنُنا العربيُّ – باختيارِ الدَّوحةِ عاصمةً للثَّقافةِ العربيَّةِ للعامِ 2010م. وإنني أتقدم بالشكر والتقدير لدولة قطر الشقيقة أميراً وحكومةً وشعباً على الحفاوة وكرم الضيافة ، ولوزارة الثقافة والفنون والتراث ولوزيرها المثقف على الإعداد الطيب لهذا المؤتمر.كما اتقدم بالشكر للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وأهنئ دولة قطر على رئاسة الدورة السابعة عشرة وأشكر الجمهورية العربية السورية على رئاستها للدورة السادسة عشرة بنجاح متميز. أصحابَ المعالي والسَّعادة الإخوةُ والأخوات إنَّ مؤتمرَنا هذا يحتلُّ مكانتَهُ لكونِهِ متَّصِلاً بِرُوحِ الأُمَّةِ وشخصيَّتِها، فليسَ مِنْ شيْءٍ مُعَبِّرٍ عنْ شَخْصِيَّةِ أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ كالثَّقافةِ، ولذلكَ اعْتُبِرَتِ الثَّقافةُ بمثابةِ رأسمالٍ رَمْزِيٍّ، يَفُوقُ في أَثَرِهِ وقوَّتِهِ الرَّأسمالَ المادِّيَّ، فالأُمَمُ ذواتُ الأَثَرِ في التَّارِيخِ ليستْ سوَى الأُمَمِ التي تركتْ أَثَرًا ثقافيًّا، وقدَّمَتْ رِسالةً إنسانيَّةً للعالَمِ، وهذا ما كانتْ عليهِ الثَّقافةُ العربيَّةُ عَبْرَ تاريخِهَا الطَّويلِ، فهي مِنَ الثَّقافاتِ القديمةِ التي مَنَحَتِ الإنسانيَّةَ الحِكْمةَ والأدبَ والفَنَّ، ودَلَّتْ على تَنَوُّعِها وانفتاحِهَا على ألوانِ الثَّقافاتِ والفلسفاتِ، وتفاعلَتْ معها، على ذلك النَّحْوِ الذي ألْفَيْناهُ في العواصمِ الثَّقافيَّةِ العربيَّةِ القديمةِ التي أُغْرِمَتْ بتأسيسِ دُورٍ للحِكْمَةِ الإنسانيَّةِ التي لا تَحُدُّها حُدُودٌ، وكانَ تراثُنا العربيُّ، في عُمُومِهِ، تَمْثيلاً عميقًا للتَّنَوُّعِ والاختلافِ والتَّسامُحِ. ولمْ تكنِ الثَّقافةُ العربيَّةُ أُحَادِيَّةَ الرَّأْيِ، ويَلْفِتُ الانتباهُ لِمَنْ قَلَّبَ صفحاتِ التَّاريخِ الإنسانيِّ أن يَجِدَ احتفاءَ المثقَّفِ العربيِّ القديمِ بثقافاتِ الأُمَمِ كلِّها، والتَّحاوُرِ معها، وتَمْييزِ كُلِّ أُمَّةٍ بِضَرْبٍ مِنَ الثَّقافةِ يليقُ بتاريخِها ودَوْرِها في التَّاريخِ، وكأنَّ الثَّقافاتِ القديمةَ اصطلحتْ جَميعُها حِينما تَهَيَّأَ للثَّقافةِ العربيَّةِ قيادةَ الفِكْرِ العالَميِّ، وإلا كيفَ نُفَسِّرُ تلكَ العِنايةَ العجيبةَ بفلسفةِ اليونانِ، وحِكْمةِ الهِنْدِ، حتَّى إنَّ الثَّقافةَ العربيَّةَ في عَصْرِها الذَّهبيَّ خَلَعَتْ على الثَّقافاتِ القديمةِ اسمًا جميلاً وهو “عُلُومُ الأوائلِ”، وهي تَسْمِيَةٌ تَشِي بالاحترامِ لتلك الثَّقافاتِ، وهذا ما اعتدْناهُ أثناءَ قِرَاءَتِنا للجاحظِ، والتَّوحيديِّ، وصاعِدِ الأندلُسِيِّ، والفارابيِّ، وابنِ رُشْدٍ وسواهم. وأَظُنُّ أَنَّها ثقافةٌ تستحقُّ التَّأَمُّلَ والدِّراسةَ تلك الثَّقافةُ التي يُدَبِّجُ مُمَثِّلُوها كتبًا وفُصُولاً لِتَقْديرِ ثَقافاتِ الأُمَمِ الأخْرَى – كما فعلَ الجاحِظُ في رسائلِهِ، وصاعدُ الأندلسيُّ في طبقاتِ الأُمَم، والبيرونيُّ في كتابِهِ تحقيقِ ما للهِنْدِ مِنْ مَقُولَة– ونحنُ في زَمَنٍ أَصْبَحَ مِنَ المألُوفِ فيهِ أنْ نَسْمَعَ دَعاوَى ليسَ يَحُدُّها حَدٌّ عَنِ “صِرَاعِ الحضاراتِ” و”نهايةِ التَّاريخِ”. أصحابَ المعالي والسَّعادة الإخوةُ والأخواتُ إنَّ الثَّقافةَ العربيَّةَ تَسْتَعِدُّ في المرحلةِ القادمةِ لحدثٍ كبيرٍ مُرْتَقَبٍ، وهو “القِمَّةُ الثَّقافيَّةُ العربيَّةُ” تَنْفِيذًا لقرارِ القِمَّةِ العربيَّةِ التي انعقدتْ مؤخَّرًا بِسِرْت، بناءً على الاقتراحِ الذي تَقَدَّمَ بهِ صاحبُ السُّموِّ الملكيِّ الأميرُ خالد الفيصل، رئيسُ مؤسَّسةِ الفِكْرِ العربيِّ، وذلك – لا شكَّ مَكْسَبٌ كبيرٌ للثَّقافةِ العربيَّةِ ولجِهادٍ طَويلٍ خاضَتْهُ هذه الثَّقافةُ في العصْرِ الحديثِ، وهذا ما يعْني أَنَّ أُفُقًا جديدًا تترقّبُهُ مؤسَّساتُنا الثَّقافيَّةُ في مرحلتِها الجديدةِ القادمةِ. إنَّ أسئلةَ الأُمَّةِ العربيَّةِ مُنْذُ فَجْرِ يَقْظَتِها إنْ هي إلا أسئلةٌ ثقافيَّةٌ في أساسِها، ولم تَكُنِ الثَّقافةُ، في يومٍ مِنَ الأيَّامِ، حَديثًا مزْجًى يَقْطَعُ بهِ المثقَّفونَ أوقاتَ فراغِهِمْ، ولم تكنِ الثَّقافةُ تَرَفًا فِكْرِيًّا لا يَبْرَحُ الأبراجَ العاجِيَّةَ حيثُ الأفكارُ مُجَرَّدةٌ عنِ الواقِعِ المُصْطَخِبِ، فأسئلةُ الثَّقافةِ، لوْ تأمَّلْناها، هي أسئلةُ السِّياسةِ، وما أنفقهُ المثقَّفونَ العربُ، منذُ فَجْرِ النَّهضةِ، في جِهَادِهِمُ الفِكْرِيِّ ليس سوى جِهادٍ مِنْ أجْلِ الحُرِّيَّةِ والمساواةِ والكرامةِ، ودونكُمْ ما كتبه رفاعة الطَّهطاويّ، وأحمد فارس الشِّدْياق، وخير الدِّين التّونسيُّ، ورشيد رضا، وشكيب أرسلان، وطه حسين، والعقَّاد، ومحمد كُرْد عليّ، وعليّ الورديّ، ومحمد عابد الجابريّ وسواهم مِنْ صُنَّاعِ الثَّقافةِ العربيَّةِ، فَثَمَّةَ التحامٌ تامٌّ بينَ السِّياسيِّ والثَّقافيِّ، فالثَّقافةُ ليستْ حِلْيَةً أوْ زِينةً إنَّما هي مكابَدةٌ شاقَّةٌ مِنْ أجْلِ أسمَى القِيَمِ الإنسانيَّةِ، وما الأديبُ، والفنَّانُ، والمفكِّرُ، والفيلسوفُ، والصَّحفيُّ، بِمَنْجاةٍ عَنْ هُمُومِ النَّاسِ، وآثارُهُمُ الأدبيَّةُ والفنِّيَّةُ والفِكْرِيَّةُ إنْ هي إلا قُوَّةٌ ذاتُ أَثَرٍ في تقدُّمِ المجتمعِ ورفاهِيَتِهِ. وأَحْسَبُ – أيُّها الإخوةُ والأخواتُ – أَنَّهُ آنَ الأوانُ لكي تَذِيعَ في مجتمعاتِنا العربيَّةِ القيَمُ التي ناضَلَتْ مِنْ أَجْلِها الثَّقافةُ العربيَّةُ في تاريخِهَا الطَّويلِ، وأنْ نُعِيدَ إلى الثَّقافةِ، بمؤسَّساتِها وعواصِمِهَا وصُنَّاعِهَا الوهَجَ والقِيمةَ، وأنْ نَقِيَ أَجيالَنا العربيَّةَ القادمةَ أخْطَارَ الامِّحاءِ والذَّوَبَانِ والتَّعَصُّبِ بالثَّقافةِ، فليسَ مِنْ طريقٍ آمِنٍ سِوَى طريقِ الثَّقافةِ، وليسَ مِنْ بِناءٍ للرُّوحِ والإنسانِ سوى الثَّقافةِ، وحيثما كانتِ الثَّقافةُ والفُنُونُ والآدابُ فَثَمَّةَ ألْفُ بابٍ للتَّسامُحِ والتَّنَوُّعِ، وأمامَ كلمةٍ سَهِرَ في تَطْلابِهَا شاعرٌ تَمَّحي رُسُومُ التَّعَصُّبِ، وأمامَ فِكْرَةٍ مستنيرةٍ اقتَنَصَها كاتِبٌ أوْ فَيْلسوفٌ تُضَاءُ دُرُوبٌ مُعْتِمَةٍ، ولْيَكُنْ رائدُنا مِنْ وراءِ خِدْمةِ الثَّقافةِ العربيَّةِ التي نَعْمَلُ على إعلاءِ قِيَمِها أنْ نَتَّخِذَ مِنَ الثَّقافةِ كَلِمَةً للتَّفَاهُمِ فيما بَيْنَنَا وبينَ مُثَقَّفي العالَمِ. وكانت بدأت أمس أعمال مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، في دورته السابعة عشرة، التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة،على مدى يومين، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر. ورأس وفد المملكة في المؤتمر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة. واستهل المؤتمر بتلاوة آيات من القران الكريم، ثم ألقى معالي نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة قطر وزير الطاقة والصناعة عبدالله بن حمود العطية كلمة أبرز فيها ما توليه دولة قطر من عناية بالثقافة لتصبح جزءاً أساسياً من رؤيتها الوطنية 2030م، مشيراً إلى أن قطر خصصت ميزانيات ضخمة لإنشاء البنية التحتية للثقافة لتمكين أجهزتها المعنيّة بالثقافة من أداء دورها على أكمل وجه، بما ينعكس على التطور الاجتماعي ومواكبة متطلبات النهضة في البلاد. وأشاد معاليه بجدول أعمال المؤتمر، من أجل تطوير الثقافة العربية وتوفير الانظمة والظروف اللازمة لرفع شأن الثقافة العربيّة بين الأمم في عالم متغيّر ومليء بالتحديات. ثم ألقى معالي وزير الثقافة السوري رئيس الدورة السادسة عشرة للمؤتمر كلمة استعرض فيها مستجدات الثقافة العربية من عام 2008 م حين كانت دمشق عاصمة الثقافة العربية ، مروراً بالقدس عام 2009م، حتى الوقت الحالي في الدوحة ، معبراً عن تطلع الثقافة العربية في أن تكون مشرقة ساطعة على العالم ، تجدّد الإبداع في انتاجها الثقافي العربي وتثري الثقافة العالمية بمعطياتها. إثرها تسلم معالي وزير الثقافة والفنون والتراث في دولة قطر الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري رئاسة الدورة الحالية، وألقى كلمة بهذه المناسبة أشار فيها إلى أنه منذ بدايات الإعداد للاحتفال بالدوحة عاصمة للثقافة العربية ، وجّه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بتقديم الدعم لإنجاح هذه الاحتفالية بما يؤهل الدوحة لهذا الاختيار والتعامل معا باعتبارها حدثاً وطنياً يتشارك الجميع في صنع نجاحه. وقال معاليه “ لقد نجحنا في تقسيم احتفالية الدوحة إلى أربعة فصول ووضعنا برنامجاً لكل ثلاثة أشهر، عملت على تنفيذه لجان متخصصة، ولكن نجاحنا ما كان له أن يتوافر بهذا القدر لولا تفاعلكم الحيوي والجاد معنا من خلال اشتراك بلدانكم الشقيقة، بفعاليات نوعية سواء بالأسابيع والأيام الثقافية أو الفعاليات الأخرى “. وأضاف” منذ البدء أردنا لشعار الاحتفالية ( الثقافة العربية وطناً.. والدوحة عاصمةً) أن يكون تكثيفاً بلاغياً يختزل رؤيتنا بأن الثقافة العربية هي الجغرافيا القومية للهوية العربية التي لا تتحقق كينونة الأمة في غيابها “. وأشار الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري إلى أنه لتعميق أثر العاصمة الثقافية في تطور الثقافة العربية، دعمت قطر توصيات الدراسة التي وضعتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون تنفيذاً لتوصية اللجنة الدائمة للثقافة العربية (الرياض 2001) بشأن تقديم تصور لمرحلة جديدة للعواصم الثقافية العربية في ضوء التجربة الأوروبية. وأكد أهمية الاستمرار في تجسيد مبادئ العقد العربي للتنمية الثقافية (2005 – 2014) من خلال تكثيف التنسيق فيما بين الدول العربية للنهوض بالعمل الثقافي العربي المشترك تحقيقاً لأهداف العقد. وعرج معالي وزير الثقافة والفنون والتراث في دولة قطر، في كلمته إلى الحديث عن مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، وقال “ أمامنا جدول أعمال غني بمفرداته تجعلنا قادرين على مواجهة تحديات المستقبل، ولقد تحقق ما يستحق الإشادة في شأن التراث المادي وغير المادي ما يدعونا لتهنئة مملكة البحرين وتحديداً وزيرة الثقافة لمناسبة اختيار المنامة مقراً للمركز الإقليمي للتراث العالمي”. ولفت إلى أن إقرار مشاريع مثل مشروع الاتفاقية العربية لحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ومشروع الاتفاقية العربية لحماية المأثورات الشعبية، ومشروع اتفاقية السوق الثقافية المشتركة، تمثل مساهمة جادة لتحصين الثقافة العربية وتأطير حمايتها وتأثيرها. وتابع قائلاً “ إن الحراك الثقافي في الوطن العربي والمتغيرات الثقافية في العالم تتطلب منا بطبيعة الحال مراجعة دورية لهذه الخطة بما يضمن استجابتها لحاجات التطور الثقافي في بلداننا معاً، لاسيما وأن خمسةً وعشرين عاماً مضت على وضع النسخة الأولى من الخطة، وقد حدثت تطورات كثيرة خلال هذه الفترة تستدعي المراجعة والتحديث”. وشدّد على أهميّة تعميق وتوسيع برامج التمكين الثقافي، ورفع حصة الثقافة في الميزانية العامة للدول العربية، وزيادة مفردات الثقافة في المناهج التعليمية، مع إيلاء اهتمام أكبر باللغة العربية، إلى جانب تطبيق قرار القمة العربية بدمشق 2008 والخاص بمشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، بالإضافة إلى قرار القمة العربية في سرت 2010، بشأن عقد قمة عربية ثقافية. وفي ختام الجلسة التقطت الصور التذكارية.