لاشك ان اي انسان يتمنى أن يكون بيته يتصف (بالبيت السعيد) ولكن لو اردنا ذلك فعلينا ان ندرك بأن هناك أسباباً لابد من توفرها ليتحقق لنا ذلك وهي: السكينة والمودة والتراحم.. فالسكينة يقصد بها الاستقرار النفسي فتكون الزوجة قرة عين لزوجها وشريك حياتها، كما يكون الزوج هو الآخر قرة عين لزوجته لا يفكر كل منهما الا الى الآخر، اما المودة فهي شعود متبادل بالحب حيث تكون قائمة على السعادة والرضى. اما دور الرحمة فهي تعتبر اساس الأخلاق العظيمة في كل من الرجل والمرأة على حد سواء.. وليست الرحمة هنا لوناً من الشفقة العارضة وانما هي نبع للرأفة الدائمة ودماثة الخلق. فعندما تقوم البيوت على السكن المستقر، والود المتصل، والتراحم الحاني فإن الزواج هنا يكون اشرف النعم وابركها اثراً.. ومعادلة استقرار البيوت اذن تكون بالاستقرار والتفاهم وهذا ينشأ من خلال التوافق بين الرجل والمرأة في الطباع والاتفاق، أما الحب فهو ذلك الميل القلبي نحو الزوج أو الزوجة حيث ان الباري عز وجل فطر الرجل والمرأة على ميل كل منهما الى الآخر وعلى الانس به والاطمئنان اليه ولذا مَنَّ المولى سبحانه وتعالى بذلك حيث قال في محكم التنزيل: (ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) وهذا الانس الطبيعي والميل الفطري مجراه الطبيعي هو الزواج وهذه هي العلاقة الصحيحة التي شرعها الله سبحانه وتعالى بين الرجل والمرأة، فمن احب زوجته وعاشرها بالمعروف يرجو ان تكون لهما ذرية صالحة بإذن الله تعالى تنشأ في دفء العلاقة الحميمية بين ابوين متحابين متراحمين يحب بعضهما بعضا.. وهذا هو الحب في الاسلام بين الرجل والمرأة.. حب عفيف.. شريف.. نظيف.. حب يخدم الاسرة والمجتمع والأمة أجمع. فإذا كانت البيوت تبنى على الحب فان دمارها يبدأ من جفاف المشاعر، وهنا تصبح العلاقة كجسد بلا روح توشك ان تنتهي. أحبتي : يجب على الزوج والزوجة التغاضي وغض الطرف عن بعض ما لا يحب أن يراه في الاخر، ويضع كلاهما في حسابه أنه إذا كره في الآخر صفة فلابد ان تكون فيه صفة اخرى تشفع له، وهذا ما اشار اليه سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه حين قال (لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة: ان كرة منهما خلقاً رضي منها آخر..) أخرجه مسلم وغيره. والله من وراء القصد،،،، عبارات من ذهب! | ما أجمل أن يكون لديك انسان يسأل عنك إن غبت ويقترب منك اذا بعدت. | ما أجمل أن يكون لديك إنسان يحسن الظن بك ويغفر لك إن اخطأت ويلتمس لك العذر إن اسأت له. | ما أجمل أن يكون لديك إنسان يحفظ غيبتك ويدافع عنك ويقطع لسان من يتكلم عليك. | وأخيراً: إذا كنت تملك هذا الشخص فهنيئاً لك به.. فقد ربحت.. فحافظ عليه... إنسان كهذا في هذا الزمان الذي نعيشه كنز مفقود، إذا وجدته لا تجعله يضيع منك هباءً. همسة: (الأماني بضاعة الضعفاء.. والعمل بضاعة الأقوياء).