يحتل سرطان القولون والمستقيم المركز الخامس بين السرطانات الاخرى بنسبة 5.5 % والثالث على مستوى الذكور بنسبة 8.2 % وذلك حسب ما ورد في طيات السجل الوطني السعودي للأورام ، وفي الماضي القريب كان سرطان القولون والمستقيم يُكتشف غالباً بعد العقد السادس من العمر ، إلا أن طبيعة الحياة وما يرافقها من عوامل أخرى جعلت هذا السرطان يظهر في سن مبكر، إذ ان خطر وجوده قد يلوح في الأفق اعتباراً من سن الخامسة والأربعين ، إن لم يكن في الأربعين من عُمر الإنسان . وحذر البروفيسور عِزّ الدين إبراهيم مدير قسم الاورام ومركز الابحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة : من أن يتحول سرطان القولون الى مرحلة متقدمة اذا لم يتم اكتشافه مبكراً ، واكد على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهته، موضحاً أنه سيصبح في المستقبل القريب مرض مزمن يمكن التعايش معه لسنوات عديدة بفاعلية الأفاستين Avastin الذي يعمل على قطع الامداد اللازم للخلايا السرطانية . ولفت الى أن سرطان القولون يمكن الشفاء منه بمساعدة العمليات الجراحية الذي يتبعها العلاج الكيميائي والافاستين Avastin ، حيث يؤدي ذلك الى اطالة متوسط الحياة لدى مريض السرطان وضمان عدم انتكاسه مرة اخرى، للوصول الى مرحلة الشفاء التام في بعض الحالات ، حيث أظهرت دراسة قد تم عرضها في المؤتمر الاوروبي لامراض السرطان (ECCO) مؤخرا شملت 1965 مريضاً بسرطان القولون والمستقيم المتقدم في مراحل متقدمة من المرض، والذين تم علاجهم بواسطة الافاستين Avastin مع العلاج الكيميائي حيث خضع جزء من المرضى بنسبة 11.2 % لعملية ازالة الورم في القولون و إزالة الجزء المنتشر أيضا ، وكانت نسبة شفاء هؤلاء المرضى حوالي 8.9%، و التي تعتبر أعلى نسبة قد اظهرتها الدراسات لطريقة استخدامه مع العلاج الكيميائي تزامناً مع الإجراء الجراحي بغرض الشفاء . وشدد على اهميه وجود برنامج وطني للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم بشكل خاص وباقي السرطانات بشكل عام لتدارك الحالات المصابة قبل تقدمها خصوصا أن العلاجات الجديدة خففت على المريض معاناة العلاج الكيميائي وأعراضه الجانبية القوية، حيث يعمل الأفاستين Avastin كعلاج ذكي بوقف عملية تكوين الأوعية الدموية الخاصة لتغذية الورم السرطاني فقط ، من دون الحاق الضرر بالخلايا السليمة و هي طريقة مبتكرة وفعّالة في علاج هذا النوع من الاورام ، حيث يؤدي ذلك الى تصغير حجم الورم وربما ضموره .