بالأمس القريب انتهت فعاليات الملتقى الثقافي الثالث والذي عقده النادي الثقافي والأدبي بمكة المكرمة وكان عنوانه: “ المثاقفة الإبداعية ائتلاف لا اختلاف “ وقد القيت بالملتقى العديد من الأوراق الجميلة والمفيدة، وكثير من المحاضرين او المداخلين ابلو بلاء حسنا يشكرون عليه، وقد عرفوا المثاقفة بتعاريف مختلفة، وكنت اسعى جاهدا لأقول مداخلتي التي لم تريحني طيلة انعقاد الملتقى ولكن ظرفي الاجتماعي لم يسمح لي بأن اقول ما أريد أو أوصل رسالتي، وكم أحببت أن أدلي بدلوي حتى لو كنت مغردا خارج السرب ، ولكنها وجهة نظري واعتز بها. كنت قد أحببت أن أعرف المثاقفة تعريفا خاصاً بي وكنت سأقول معرفا المثاقفة: “ المثاقفة هي عملية استيراد وتصدير الثقافات بين الشعوب والمجتمعات” وبعد التعريف كنت سأقول لأساتذتي الحضور الكرام أنه وللأسف نحن استوردنا عبر وسائل الاتصال الحديثة من شبكة عنكبوتيه ، وقنوات فضائية ، وبلوتوث ، وجوالات بكل برامجها، سفاسف الثقافات سلوكا وأدبا ونطبقها واستسلمنا للغزو الفكري المدمر فوجدنا أبناءنا يلبسون موضة طيحني وسامحني يا بابا، ووجدنا أطفالنا يتمايلون رقصا وغناء وهزهزة مخلة بالأدب، ولم نستورد التكنو لوجيا أو علوم الفيزياء وغيرها من الثقافات النافعة، وفي نفس الوقت نحن لم نصدر لهم ثقافتنا ولم نعرفهم بأنفسنا لذا نجدهم يسيئؤون لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام لأنهم لم يعرفوه واحرقوا المصاحف الكريمة لأنهم لم يعلموا أهميتها للبشرية, ولا نضع اللوم عليهم بل يقع اللوم علينا نحن، من لم نحمل الأمانه كما يجب، فانتم أيها السادة الأفاضل من أدباء ومثقفين ومسؤولين بوزارة الثقافة والإعلام تقع على كاهلكم أمانة التعريف بثقافاتنا بشكل صحيح ، ولا نترجم لهم سفاسف الروايات التي يكتبها بعض الرواة الذين يستنسخون حكايات المجتمع من غرف توقيف مراكز الشرط أو من غياهب السجون ويظهرونها للسطح كروايات تسيء لمجتمعنا ولا تبين عزتنا وكرامتنا ولا تعرف بنا إنما تمثل فئة قليلة أخطأت أو زلت عن الصواب وهذه الأخطاء تحدث في كل المجتمعات، ولكن إبرازها يظهرها وكأنها ظاهرة مكثفة في مجتمعنا. ومن هذا المنبر أناشدكم جميعا بأن تكونوا أدباء بكل ما تعنيه كلمة الأدب ومثقفين فعلا وتنقلوا الصورة الجميلة لبلادنا ولا تتصيدوا في المياه العكرة لتبحثوا عن السلبيات وتدونوها في روايات مسيئة فتكونوا عونا لأعدائنا علينا، فيكفينا تخلفا ويكفينا ألما ومرارة.