سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضعف الثقافة الاستهلاكية يفتح الطريق أمام التجار لرفع الأسعار! فيما لا يزال (غول) الغلاء يبتلع البسطاء
السلمي: قلة الوعي الاستهلاكي جعلت الكثيرين يعانون من تضخم المصروفات
أصبح الكثير من الأسر يجأرون بالشكوى والمعاناة التي طوقت الجميع وبشكل كبير بسبب تفاقم موجة الغلاء التي وجدت طريقها لكل بيت مما جعل معظم المستهلكين يسلكون طريق البحث عن الضروريات وتأجيل الكماليات حيث لجأ البعض إلى قطع المسافات البعيدة للحصول على المواد الاستهلاكية بسعر أقل من أجل مواجهة الغلاء التي طالت معظم القطاعات خاصة قطاع السلع الاستهلاكية. وعلى الرغم من أن الدول الكبرى بدأت تعي وتتفهم أهمية ترشيد الاستهلاك من خلال اعتماد الضروريات فإننا لا نزال نتجاهل أهمية الثقافة الاستهلاكية لأننا نحتاج إلى الوعي الاستهلاكي الكافي لمواجهة موجة الغلاء، لذا يتحتم علينا عند التفكير في شراء احتياجات الأسرة، لابد من تسجيل الاحتياجات كافة في ورقة حتى يتسنى لنا شراء كل ما نحن بحاجة إليه. مما سيجعلنا نقوم بغرس ثقافة الاستهلاك وترشيده لدى أطفالنا وتعويدهم على الصرف وفق مبلغ شهري يتم تخصيصه لهم، بحيث يحدد الطفل مصروفاته في حدود هذا المبلغ ومن خلال ذلك سيتم غرس مفهوم الوعي الاستهلاكي في نفس الطفل. كما أن مشكلة المستهلكين تكمن في النظر إلى بعضهم البعض والمباهاة في الشراء الأمر الذي يجعلهم يغفلون جانب ترشيد الاستهلاك وتحديد احتياجاتهم الأسرية. لذا لابد من تفعيل دور جمعيات حماية المستهلك ومحاربة جشع بعض التجار الذي أثقل كاهل المواطن السعودي إذ إنه الآن لا يتمكن من تحقيق أي قدرة على الموازنة بين دخله الشهري ومصروفاته التي باتت تفوق كثيراً من دخله. ناهيك عن وصول ثقافة الإدخار إليه لأنه إذا اتبع هذه الثقافة قطعاً سوف يقدر على ادخار جزء من دخله الشهري. (الندوة) حاولت الغوص في ثقافة الاستهلاك لدى المواطن السعودي والأسباب التي تجعله يعاني تضخماً في مصروفاته، وحول هذه القضية الشائكة تباينت الآراء فماذا كانت المحصلة؟: قلة الوعي الاستهلاكي يرى عايش السلمي (معلم): أن قلة الوعي الاستهلاكي من الصعوبة بمكان تعميمها على الجميع لأن البعض لديه ثقافة استهلاكية ويستطيع تنظيم أموره المعيشية بما يتناسب مع دخله الشهري، في الوقت الذي يعاني فيه البعض من تضخم المصروفات فيلجأ إلى المحال الرخيصة، التي تشجع على الشراء في حين تلجأ فئة من مرتادي هذه الأماكن في الشراء بغير حساب وهذا لا يقتصر على النساط فقط لأن هناك عدداً من الرجال ينافسوهن في عملية الشراء. تفعيل الدور الرقابي بينما يقول الأستاذ عبدالرحمن القرني إن الثقافة الضعيفة تجعل الناس يعانون من رغبة جامحة في توفير الكماليات ومعظمهم لا تتواءم رواتبهم مع متطلباتهم ومن هنا تفقد المعادلة الشرائية توازنها بسبب قلة الوعي والإدراك الاستهلاكي. لذا يرى القرني أنه ينبغي على الجهات المعنية فتح المجال أمام مؤسسات المجتمع المدني لتفعيل دورها الرقابي حتى تستطيع حل المشاكل ودياً بين التاجر والمستهلك حماية للمستهلك وتعزيزاً لثقافته الاستهلاكية. ونظراً لغياب المعلومات الارشادية لدى المستهلك فإن هناك فئة كبيرة لا تملك الوعي الاستلاكي الكافي. فيقدمون بشراء العروض الخاصة دون النظر إلى تاريخ الصلاحية. مما يجعلهم في النهاية يتخلصون منها برميها دون الاستفادة منها، وذلك لأنهم يتجهون إلى الأسواق الرخيصة للشراء لاعتقادهم بأن المراكز التجارية الكبرى تقوم برفع الأسعار لتحقيق الأرباح العالية، لذا لابد من تعميم ونشر ثقافة الاستهلاك لدى جميع المواطنين.