افتتحت أمس أعمال القمة العربية الأفريقية الثانية التي تعقد بمدينة سرت بليبيا ، التي تقام تحت شعار “ شراكة استراتيجية عربية افريقية “ وذلك بمشاركة أكثر من 60 دولة عربية وأفريقية. ويرأس وفد المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وستناقش القمة مشروع استراتيجية الشراكة العربية الإفريقية, الذى يتضمن أهم محاور التعاون العربي الأفريقي على المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية إلى جانب مناقشة سبل دعم التعاون العربى الافريقى فى مجالات التجارة والزراعة والاستثمار والبنية التحتية والامن الغذائى والطاقة إضافة إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهمية المشتركة مثل تسوية المنازعات والامن والطاقة وتنمية الموارد البشرية. وفي بداية الجلسة الافتتاحية ألقى الرئيس المصري محمد حسني مبارك رئيس القمة السابقة التي عقدت في القاهرة عام 1977م كلمة أكد فيها أنه آن الآوان لتفعيل الشراكة بين الدول العربية والافريقية وذلك تحت مظلة الاتحاد الافريقي والجامعة العربية تحقيقا لأولويات التعاون الافريقي العربي المشترك وقال “ إن مصر عازمة على بذل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف انطلاقا من أنها كانت على الدوام جسرا بين العالم العربي وأفريقيا “. وأعرب عن تطلعه لتعزيز التعاون العربي الافريقي على الساحة الدولية وتطويره ودعم آلياته ليصبح بحق شراكة أفريقية عربية فاعلة وفقا لاستراتيجية شاملة وخطة عمل محددة وآليات للتنفيذ في إطار زمني متفق عليه. وأكد الرئيس مبارك أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال نموذجا حيا للتضامن العربي الأفريقي مبرزا وقوف إفريقيا , إلى جانب المواقف والحقوق الفلسطينية والعربية ، وقال “ إن تعزيز الشراكة الافريقية العربية هو طريقنا للتعامل مع قضايا السلم والأمن والتنمية ، وأنه يتعين أن نمضي معا يدا بيد لنضع الشراكة بين أفريقيا والعالم العربي على مسار جديد. عقب ذلك ألقى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي رئيس الدورة الحالية كلمة دعا فيها إلى ضرورة عقد القمة العربية الافريقية كل ثلاث سنوات للتواصل بين الدول العربية والافريقية داعياً إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية والدول الافريقية لمواجهة التحديات الاقتصادية والامنية. وحذر الرئيس الليبي في كلمته من أن انفصال جنوب السودان في حال حدوثه سيكون حدثا خطيرا له تداعيات محذراً من أن ما يجري في السودان سيكون له عدوى في دول أفريقية أخرى باعتبار أن هذا الانفصال سيكون نموذجا لدول أفريقية أخرى لديها نفس الظروف. وأكد الرئيس الليبي في كلمته وجود أسس كثيرة لتفعيل التعاون بين الجانبين العربي والإفريقي مشدداً على ضرورة التلاحم بين الدول العربية والإفريقية لموجهة التحديات التي يفرضها العصر سواء كانت اقتصادية أو بيئية أوسياسية وغيرها معرباً عن تعهده بالبذل لتحقيق التعاون العربي الإفريقي. بعد ذلك ألقى الرئيس الجابوني علي بونجو كلمة نيابة عن رئيس الاتحاد الافريقى لهذه الدورة رئيس مالاوى بنجو موتاريكا أعرب فيها عن أمله بأن تخرج هذه القمة بنتائج ملموسة تحقق أهداف المجموعتين العربية والإفريقية في مجالات التبادل التجاري والإستثمارات المشتركة والشراكة الكاملة المتكاملة. وألقى الرئيس التشادي ادريس ديبي كلمة نيابة عن المنظمات الاقليمية الفرعية الأخرى أكد فيها أن تضامن العرب مع أفريقيا فى مجال التنمية والدعم الافريقي للقضية الفلسطينية دليل على التعاون المشترك. وأوضح أن الجهود المشتركة الرامية إلى الحفاظ على استقرار السودان دليل على قوة الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.