يا للرِّماحِ الدَّامياتِ كفاني كَبِدي مُقرَّحةٌ أسى وجَناني ياليتني كنتُ الطَّعينَ من العِدا لكنَّ طعنِي كانَ من خلاّنِي إنِّي اصطبرتُ على المكائدِ أتَّقي حقداً يُشيبُ الشَّعْرَ في الولْدَان يا صبرَ أيوب الجميلَ أمضَّهُ والمستعانَ اللهُ في الأحزانِ أبناءُ قابيلٍ وهابيلٍ غدوا يتوارثون الحقد في الأزمانِ ؟ كم قطَّعوا أعراقهُمْ بضغائِنٍ موصولةٍ بحبائلِ الشّيطانِ تبّتْ قلوبٌ لا الوفاء تصونهُ وترى الخيانةَ سهلةَ الإذعانِ ويحُ النفوس إذا قضت آرابها تَجزِي على الإحسانِ بالنُّكرانِ كان الأوائل مثل أقمارِ الدُّجى وغدا الأواخر فتنةً للراني آهٍ على قلبي الأثيرِ أضعتُهُ في رحلةٍ مجهولةِ العنوان عُمري وما الأعمارُ إلاَّ قصةٌ تَحكي عن المأثورِ في الإنسانِ ما ضقتُ ذرعاً بالحياة وإنَّما قد ضقتُ بالغدرِ الذي أبكاني يا من سقيتُ لهم دموعي كالنَّدى فتمرَّدوا وصَبَوا لمن عاداني إن كان بذلُ الجودِ سهلاً في الورى قل كيف بذلُ الرُّشد للأذهانِ ؟! صاحبتُ آساد الشَّرى فانقدنَ لي إلاَّ الأنيسَ صحبتُهُ فدهاني ولكم أُقسِّمُ في القلوب محبتي وأرى عُيونَ البُغضِ كم تغشاني فدَّيتُ روحي في انتصارِ أحبَّتي ولدى النَّوائبِ ليسَ من فَدَّاني تُشفى الجراح ُ جميعها إلاَّ الأسى لا يَختفي في الحُرِّ بالنِّسيانِ يا من يُذكِّرُني بهم دامِي الخُطى أمشي على الرمضاءِ والكُثبانِ أبكي فما تَبكي العيونُ وجِيعتي وأنا الذي يَبكِي مع اللهفانِ أجهدتُ نفسي أرتقي سبل العلا حتى سما قَدْرِي وعَزَّ مَكاني ظنُّوا الظُّنونَ ولم يطيقوا أن يروا بعد العَنَى أنِّي السَّعيدُ الهاني حُكمُ القضاء تباينتْ آثاره تلقى السعيدَ به وتلقى الشَّاني شرعُ الحياة العدلُ لكنَّ الهوى شرعٌ لأهلِ الظُّلمِ والبُهتانِ ويغيب عن فهمِ الأنامِ مصيرُها فلعلَّ نصراً منه دَمعٌ قاني والصَّّبرُ أكرمُ عن مقارعةِ الذي عدِمَ المروءةَ فهي للشُّجعانِ الغرُّ في الأغرار أكفاءٌ له والكفءُ للأحرار في الأقرانِ لا يستوي قَرْمٌ وقَزْمٌ في الرؤى شَتَّان بين الصَّقرِ والغربانِ فإذا بُليتَ من الخسيسِ بخسةٍ فاعرض فكم جانٍ يسوء الجاني ظُلمُ الظلوم يكونُ في أعقابِه نصرُ الإلهِ الواحدِ الدّيانِ كَبَدٌ هي الدُّنيا يهونُ مَريرُها بالصبرِ والإحسانِ والإيمانِ يا من أتيتمْ تنظرونَ كواكِبي لم تنظروا أمسي وما أضناني اليومَ جئتُمْ تجحدونَ مَواهِبي ولكم وهبتُكموا النفيسَ الغاني هذا الخريفُ تساقطَتْ أوراقهُ والصَّيفُ عادَ وجالَ بالأغصانِ عُودوا عن الكِبر الجهولِ يَعودُكمُ طلعُ الرَّوابي والقِطافُ الدَّاني عُودوا إلى الحقِّ الرفيعِ تجلُّكُمْ أُممٌ وتنتصرون بالرحمن عُودوا عن البهتانِ والظُّلمِ الذي أودى بكم في التِّيهِ والخُسرانِ كم قد نَصحتُ لهم ولمّا يَسمعُوا وضعُوا أكفَّهُمُ على الآذانِ هذا بياني صُغتُهُ من مُهجةٍ حَرَّى تعيشُ مرارةَ الطُّغيانِ أعْذَرْتُ يا دهري وإنِّي مُنذِرٌ يا ربِ فاشهدْ عِيلَ صبرُ العاني