انضمت بصورة رسمية نهائية كليات البنات وكليات المعلمين للجامعات كل حسب منطقته التعليمية ، هذه النقلة النوعية ليست بالسهلة في الإجراء والتنفيذ، جميع الكليات سواء للبنين أو البنات كيانات مستقلة لها هياكلها الإدارية ونظمها ولوائحها الخاصة التي مارستها وطورت فيها وانتقلت من خلالها عبر مراحل متتالية لكل مرحلة سمتها الخاصة أثناء استقلاليتها. ليس الأمر بالسهل على الجامعات احتواء جميع هذه الكليات بكل ما فيها من كوادر بشرية مقتنعة بما هي عليها وتملك انتماء خاصاً للاسم والمكان والشخوص الموجودين معهم والمسئولين عنهم وأصبح لديهم ولاء للمكان الذي مارسوا فيه كثيراً من إبداعاتهم، والجامعات بنظمها ولوائحها وهياكلها تختلف عن الكليات لذا فانصهار الكليات في الجامعات تطلب خطة استراتيجية مقننة تراعى فيها العديد من الجوانب المادية والمعنوية، وقد اجتهدت الجامعات ممثلة في مسئوليها لتنفيذ قرار الضم، حيث وضعت كل جامعة مرئياتها وأعادت بناء هياكلها ليكون هناك وضوح في الارتباط وتسلسل المسئوليات والصلاحيات وهذا هو الإجراء الصحيح في تشكيل الهياكل الإدارية. لكن ما كان في غير الحسابات التي ظهرت في إعادة هيكلة الجامعات بعد انضمام كليات البنات للجامعة هو أن يعين وكيل للجامعة ترتبط به كليات البنات في حين أن غالبية القيادات النسائية في الجامعات والكليات كانت تتوقع أن يكون هناك وكيلة لمدير الجامعة لكليات البنات، وما عزز هذا الأمل لدى القيادات النسائية في الجامعات هو مزامنة هذا الضم مع تأسيس أول جامعة للبنات تديرها عناصر نسائية لها من الموقع الوطني والعالمي ما لأي جامعة أخرى في المملكة. من خلال هذا الحراك والتغيير الذي يحدث في مؤسسات التعليم العالي من مشاركات عالمية متميزة للمرأة السعودية في المحافل العلمية محلية وعربية وعالمية، ومن خلال تواجد المرأة السعودية معارة من جامعتها إلى مناصب إدارية وقيادية داخل الوطن وخارجه تمارس فيه عملها بكل كفاءة واقتدار ترفع فيه من قيمة جامعتها التي تنتمي لها وتغير الصورة المشوشة للمرأة السعودية في الخارج. ألا يرى المسؤولون في الجامعات ممن يتخذون القرار فيها أنه قد حان الوقت ليكون للمرأة السعودية موقعها المناسب في هيكلة الجامعات وفي هيكلة وزارة التعليم العالي في مراكز صناعة القرار واتخاذه في لجان التطوير وبناء المناهج في لجان تطوير النظم الإدارية وكيانات الجامعة. لماذا لا تكون المرأة السعودية التي تحمل نفس مؤهلات شقيقها الرجل في مكانها القيادي المناسب في مؤسسات نصف عدد طلابها ومنسوبيها من بنات جنسها؟. إن غياب المرأة المستمر يظهر جلياً وواضحاً في الجامعات السعودية في أقسام الطالبات حيث القصور في معظم الخدمات التي يجب أن تكون كما هي في قسم الطلاب سواء فيما يخدم العملية التعليمية أو العملية الثقافية والترفيهية للطالبات كل ذلك نتيجة عدم وصول صوت المرأة المسئولة بقسم الطالبات إلى مجلس الجامعة لتنقل ما ينقله الوكيل والعميد عن كليته، وكل ما تعانيه أقسام الطالبات هو نتيجة عدم نقل الصورة الصحيحة لمتخذي القرار والاعتماد على التقارير الورقية التي غالباً ما تُتهم بالمبالغة. أعتقد وغيري كثير من مثقفات المجتمع وممن يحملن الشهادات العليا في نفس التخصصات التي يحملها الرجال أنه آن الأوان لنكون في جميع مواقع الجامعات التي ترسم وتحدد أهداف الجامعة وتطور وتتخذ القرارات فيما يخص الجامعة. وأتمنى أن يتم هذا الإجراء بقناعة ورضا وتعاون وتفهم من جميع المسئولين في الجامعة قبل أن تكون هناك قرارات مفروضة لا يمكن تجاوزها فتمتلئ النفوس بعدم الرضا مما يؤثر على سير العمل وخدمة الوطن.