الديوانيات اشكال وأعتقد اننا يجب أن نفرق بين شرعية الحديث عن الحوار الوطني، وتغذيتها بعناصر فاعلة تتلاءم واستحقاقات العصر الذي نعيشه بكل ما به من مستجدات علمية واقتصادية وفكرية واجتماعية وتنموية وبين التحول الى جدل يتغذى بلغة الرغبة في العناد، فإن ذلك افساد للحوار الوطني. لذلك اقول بكل صراحة ان ابرز علامات الحيوية والنضج في أي حوار وطني ان يكون هناك حوار مستمر بين الرأي انما هو الدليل الابرز على حيوية المجتمع وعمق ايمانه بالمشاركة المجتمعية. ويذكرني صاحب (ديوانية الاثنين) الاستاذ عبدالرحمن الراجحي في احد جوانب شخصيته المتعددة الابعاد بأصول المسؤولية المجتمعية لرجال الأعمال لا خلاف أن رجل الأعمال يسعى وينبغي أن يسعى الى تحقيق اقصى ربح ممكن لان هذا ما يميز مشروع الأعمال عن العمل الخيري، ولان تعظيم الربح يوفر حافز رجل الأعمال المبادر والمنظم والمخاطر والمبتكر، ليكون فاعلاً لا غنى عنه في قيادة التنمية والتصنيع والزراعة والتقدم. لكن هدف الربح وهو منطقي وتاريخي ومشروع لا يتعارض مع التزام رجل الأعمال بواجبات المسؤولية المجتمعية التي تعني تحقيق (ربحية المجتمع) جنباً الى جنب مع الربح الفردي، لذلك اسس الأخ عبدالرحمن الراجحي كياناً ثقافياً محترماً هو (ديوانية الاثنين) التي تبنى جسراً ثقافياً بين اوساط الرأي العام، وتقدم انجازاً معرفياً يوثق مسيرة الحوار الوطني الذي اطلق عنانه الملك عبدالله ويوثق العلاقات المجتمعية من منظور مختلف ربما يقترب في تصوري من الثقافة المجتمعية. وتعمل الديوانية على استضافة شخصيات لها وزنها وقيمتها الثقافية تتحدث في تخصصها وتربط بين هذا التخصص والتنمية المستدامة والشاملة في الوطن في ضوء ما تطرحه الديوانية من موضوع يدخل الحاضرون في حوار يديره الاخ عبدالرحمن الراجحي وأهم ما يميزه الصراحة وفي نفس الوقت التحلي بالأدب، ربما غابت عن الكثير من الحوارات في زمننا هذا. وتستضيف (ديوانية الاثنين) من كل اسبوع من الشخصيات من اكاديميين ورجال أعمال وقضاة ومفكرين واعلاميين ولتعريف الجميع بالاسلوب الناجح للحوار السليم والفاعل المبني على الحقيقة التالية : (اذا تكلمت فأنت تزدد ما تعرف، اما اذا اصغيت الى غيرك فلابد ان تتعلم شيئاً جديداً يفيدك ويفيد المشاركين). فالجالس الى عبدالرحمن الراجحي وقد اقتربت منه كثيراً في السنوات الاخيرة يلمس فيه هذه الجوانب مثل استغراقه في الثقافة بجانب العلم ولغة الارقام والمال والاقتصاد الذي تخصص فيه اخيراً منها تشكل سطوراً مضيئة في حياته لكل من اقترب منه، فأنت لست امام استاذ في الاقتصاد والسياسة او وزير ناجح تختلف أو تتفق معه او عليه.. لكنك في النهاية امام مواطن سعودي اصيل بسيط يحترم التقاليد ويحترم التاريخ ويحترم الكبار وله في ذلك امثلة عديدة ليس هذا مجالها. وبكل صراحة تامة أعترف بأن الكتابة عن ديوانية الاثنين وصاحبها عبدالرحمن الراجحي تشكل صعوبة كبيرة بالنسبة لي لانني لا تستهويني بشكل عام فكرة الكتابة عن اشخاص بعينهم خاصة في الحالات التي تستوجب الاطراء او المديح رغم انني من أصحاب أن يأخذ كل ذي حق حقه. لكن اما وان عبدالرحمن الراجحي قد نال تقدير جميع من شارك في ديوانيته على مر السنوات الماضية واللاحقة ان شاء الله فلا مناص من آن اكتب وان أعبر عن سعادتي وسعادة الزملاء أعضاء ديوانية الاثنين عن سعادتنا لنجاح رسالة صاحبها الذي اختار الاجتهاد في اشاعة ثقافة الحوار الوطني في مجلسه (الديوانية) مستنداً على العلم والعمل والايمان بالوطن والقيم طريقاً للمشاركة المجتمعية مردداً تعالوا معي نحب الوطن. بوضوح شديد اقول ان الحوارات في ديوانية الاثنين تؤكد اننا جميعاً نحب بلادنا لذلك نتألم عندما ندرك ما نعيشه من مشكلات وما نواجهه من تحديات سواء وافدة .. ويجيء التعبير عن ذلك الحب بأشكال متباينة، ولكنها تصب في نهر العمل والعطاء. لعلي اكون أكثر وضوحاً واقول ان ما يدور في (ديوانية الاثنين) يؤكد لنا ان الحوار المجتمعي الذي يضمن تواصل الاجيال وتفاعل الافكار هو احد أهم العناوين للحوار المجتمعي في ديوانية الاثنين لجودة آليات الحوار وكيفية الاعداد الجيد الذي يمارسه الاخ (أبو محمد) لكل موضوع يطرح للنقاش بما يتيح لكل الحضور ان يعبروا عن انفسهم في حوار مجتمعي شفاف يجذب الكل الى أن يكونوا شركاء في تحمل المسؤولية الوطنية من أجل تحقيق اهداف المحبة الشاملة.