إلى كل من تتلمذت على أيديهم من المرحلة الابتدائية وحتى تخرجي من جامعة الملك عبدالعزيز فرع مكةالمكرمة والتي تسمى الآن بجامعة أم القرى .. والى كل من عملت معهم منذ بداية عملي في مجال التربية والتعليم ابتداءً بابتدائية ومتوسطة هدى الشام ومروراً بالمدرسة الرحمانية المتوسطة والاعلام التربوي بادارة التربية والتعليم بالعاصمة المقدسة ثم مدرسة زمزم الابتدائية وبعدها ابتدائية النوارية ومدرسة عاصم لتحفيظ القرآن الكريم ثم تكليفي بالعمل بمدرسة ثابت بن قيس الابتدائية .. والى كل من عملت تحت رئاستهم الاساتذة صالح النجبي، محمد علي منشي (رحمه الله) ومحمد سالم باقازي وعبدالرحمن الانصاري وعلي الحربي وعلي الزهراني وشاكر الشنبري وخالد اللحياني ووديع الصحفي وطلال الحازمي وعلي أبو القراقح.. والى مديري التعليم الذين عاصرتهم الاساتذة: سهل المطرفي وسليمان الزايدي ومنصور أبومنصور ود. عبدالعزيز خياط وعبدالله الهويمل وعبدالله بن همام (رحمه الله) وعليوي القرشي (رحمه الله) وبكر بصفر.. وكافة المساعدين ورؤساء الأقسام بالادارة.. والى كافة المشرفين التربويين والإدارة المدرسية فرداً فرداً ولا أستطيع حصرهم.. والى زملائي الأكارم الذين عشت معهم أجمل وأسعد اللحظات منهم من لايزال على قيد الحياة ومنهم من غادر هذه الدنيا الفانية الى دار الخلود.. والى كافة طلابي الذين اشرفت على تعليمهم.. والى كل اولياء الامور اقول للجميع بدون استثناء جزاكم الله عني خير الجزاء وجمعني واياكم في الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى. وصدقوني لم أنساكم ما حييت.. ولن انسى زمالتنا التي تعتبر وساماً على صدري وكما يقال (معرفة الرجال تجارة) وفعلاً أنتم المكسب الحقيقي الذي حصلت عليه طوال حياتي من خلال اشرف وأجل مهنة على وجه الأرض.. مهنة الانبياء والرسل فها أنا مع بداية هذا العام الدراسي سأغادر موقعي الذي أتشرف بمسماه بعد عمل وكفاح استمر لأكثر من واحد وثلاثين عاماً وهاهو التقاعد المبكر يبدأ من يوم السبت القادم.. وهذه هي سنة الله في خلقه.. أغادر موقعي بعد ان رأيت طلابي وابنائي الاعزاء وقد تبوأ كل واحد منهم مركزاً مرموقاً ليخدم وطنه الغالي في مختلف المواقع الحكومية.. وكم اكون سعيداً عندما اشاهدهم وهم يؤدون واجبهم الوطني بكل كفاءة واخلاص. أحبتي لقد وجد الانسان في الحياة ليعمل وليكون له دور وشأن فيها، لا أن يحيا على الهامش مترقباً النهاية بعد السنين التي انقضت من عمره.. فالتقاعد لا يعني نهاية الحياة كما يسميها البعض ولا يعني ان تكون فاعليتنا في الحياة قد انتهت وتقلصت لنصبح فعلاً متقاعدين أو مقعدين ولتبدأ أمراض الشيخوخة النفسية والجسدية تلتهمنا فقط لأننا بلغنا من السن ما الله به عليم. ان التقاعد الذي يعتبره البعض نهاية الحياة قد يكون عند البعض الآخر بداية حياة جديدة وفرصة لاكتشاف الذات والجلوس مع النفس وتقييم امكانياتها بعد سنوات طويلة من العمل يتفرغ فيها المرء الى حياته الخاصة وممارسة أعماله التي كانت زحمة العمل تعيقه عنها.. واتساءل لماذا لا يكون هذا العمر بداية مرحلة جديدة وحياة ثانية نبدأ فيها ما كنا قد الغيناه أو اجلناه مما كنا نحلم به او نطمح للوصول اليه في الماضي؟!. ولذا أكرر شكري وتقديري للجميع بدون استثناء واسأل الله العلي القدير ان يجعل أعمالنا لوجهه الكريم .. وأن يجعل تفرقنا تفرقاً مرحوماً.. والدعاء.. الدعاء، والله من وراء القصد. همسة: من لا يشكر الناس لا يشكر الله.