أكد مسؤول عسكري أميركي أن بلاده لا تنوي سحب معداتها القتالية من العراق عبر تركيا لكنه ألمح إلى مشاورات داخل حلف الأطلسي لضم أنقرة إلى مشروع الدرع الصاروخي الأميركي لحماية أوروبا من هجمات إيرانية صاروخية محتملة. فقد شدد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الأدميرال مايكل مولن في مؤتمر صحفي عقد أمس السبت في أنقرة أن الجيش الأميركي طلب من تركيا أذنا بسحب معدات غير قتالية من العراق عبر أراضيها. وقال مولن إن زيارته أنقرة ليست لها علاقة بمسألة سحب معدات عسكرية قتالية من العراق عبر الأراضي التركية، رغم إقراره بأن الولاياتالمتحدة تدرك أهمية البنى التحتية التركية بخصوص سحب بعض المعدات إلى داخل وخارج منطقة العمليات، مشددا في الوقت ذاته على أن بلاده لا تنقل أسلحة عبر تركيا ولا تنوي القيام بذلك مستقبلا. وأوضح المسؤول الأميركي أنه تم حتى الآن نقل ما يزيد عن مائة ألف جندي أميركي وأكثر من مليوني قطعة سلاح وعتاد عسكري إلى خارج العراق على مدى العام الماضي وأن أيا من هذه العمليات لم تتم عن طريق تركيا. وشدد مولن على أن الولاياتالمتحدة ستمضي قدما باستخدام نفس خطوط الإمداد ومساراتها التي سبق واستخدمتها دون تعديل. وكان مسؤولون أتراك قد ذكروا أمس الجمعة أن واشنطن طلبت من أنقرة السماح لها باستخدام أراضيها لنقل معدات غير قتالية لأن الموافقة على غير ذلك تستدعي موافقة البرلمان الذي كان قد رفض عام 2003 نقل القوات الأميركية عبر الأراضي التركية قبل الغزو الأميركي للعراق. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة أعلنت انتهاء المهمات القتالية لقواتها في العراق يوم الثلاثاء الماضي وقلصت من عديد قواتها إلى دون خمسين ألفا سيتولون مهام تدريب ومساعدة القوات العراقية حتى سحب كامل القوات نهاية العام المقبل طبقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين. بيد أن مولن أشار -بمؤتمره الصحفي في أنقرة- إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يجري حاليا مفاوضات بشأن إمكانية ضم تركيا لمشروع الدرع الصاروخي الأميركي لحماية أوروبا من هجمات صاروخية إيرانية محتملة. وفي هذا السياق، قال مولن إن الناتو مقتنع بأن نصب الدرع الصاروخي يعتبر خطوة هامة يجب القيام بها وتطويرها على مر الزمن، لافتا إلى أن المشاورات داخل الحلف تضمنت فكرة ضم تركيا ورومانيا وبلغاريا لمشروع الدرع الصاروخي. يشار إلى أن رومانيا أعلنت موافقتها وبدأت مباحثاتها مع الإدارة الأميركية بشأن الدرع الصاروخي فيما أعربت بلغاريا عن استعدادها للانضمام إلى المشروع الذي لا يتوقع المراقبون أن يلقي قبول تركيا التي تختلف مواقفها تجاه إيران عن المواقف الأميركية.