عندما نتحدث عن المطارات الدوليه فإننا نتحدث عن أماكن تتوفر فيها جميع الخدمات من فنادق دولية ملحقة بالمطار ، أرقى المطاعم ، أرقى المرافق الصحيه ، عيادة طبية ، وحتى في دول الغرب نجد الغرفة الخاصة بالديانات ولا يتم تحديدها لديانه معينه لكي يستفيد منها أي شخص ومن أي ديانه. هذا هو المنظر الطبيعي لأي مطار حصل على لقب ( مطار دولي ). فمهما كان المطار صغيرا ، غالبا سوف تجد به هذه المرافق والخدمات والتي في الأصل هي منفعه للبلد التي يوجد بها المطار. لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن أصف مطارا قمت بالوصول إليه قبل عدة أيام بالمطار الدولي ولكن أقل ما يمكن قوله عن هذا المطار هو لقب من نوع جديد اسميته ( المطار الفقري ). فما رأيته لم يكن أبدا بالمنظر الدولي من جميع النواحي على حد سواء ، سواء في المرافق او الخدمات المتوفره أو حتى التعامل الأخلاقي الذي حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف. فبمجرد الوصول إلى ذلك المطار على متن إحدى الخطوط الدوليه نظرت من نافذة الطائره لكي أجد فقط باصين لنقل الركاب ينتظران طائرة محمله بما يزيد عن 500 شخص بالإضافه إلى طاقم الملاحين. تم نزول بعض الركاب المحظوظين والصعود إلى الباصين ومن ثم بدأ الجميع بالنزول وبدأنا ننتظر في سلم الطائره لحين أن يحن قلب المسئولين عن حركة سير الباصات ويقوموا بإرسال باصات أخرى لكي تأخذ الركاب الباقين. وقفت أتأمل المنظر والساحه أمام الطائره التي اكتظت بالركاب من المشايخ وكبار السن ، من المرضى ، من النساء ، من الأطفال الذين تعالت صرخاتهم من لهفات الصيف الشديد. وجال في خاطري سؤال من المسئول عن هذا؟ وهل لا يعلم مسؤولو هذا المطار بما يحدث أم أنهم يعلمون ولكن يتجاهلون ؟ لا أعلم. وفي أثناء إنتظار الفرج القريب لعل الله أن يحنن قلوب هؤلاء الأفاضل علينا ، كنت أرمي النظر هنا وهناك حتى وقع ناظري على الأشخاص الذين يحملون أغراض المسافرين ويحملونها على العربات المخصصه لذلك. ولم أنته من التحدث مع نفسي بهذه الأمور حتى أرى من هؤلاء العاملين شخصا يرمي بعربات الأطفال على الأرض بدون أن يبالي أن هذه أغراض مسافرين. رأيت الموضوع لأول مره فقلت إنه حدث بالخطأ ولكن عند مراقبتي للأمر اتضح أنه ليس بالخطأ بل هو أمر اعتيادي عن هذا العامل أو الموظف. بعد طول انتظار وصل باص آخر ، فقلت الحمد لله الآن سوف يأتي علينا الدور في الخروج من هذا المكان. ولكن دون جدوى ، فالعدد كان كبير جدا ومن المستحيل أن يكفيه حتى 5 باصات ولربما أكثر. بعد مايقارب من 25 دقيقه وصلنا ولله الحمد إلى الصاله الداخليه حتى أصعق بأمر آخر وهو بالمطار الدولي. وقفت أنتظر أغراضي الشخصيه لمده تفوق النصف ساعه في منظر يرثى له. فليس هناك أي لوحه إرشاديه دلاليه على رقم الرحله ومن أين وصلت وماهي الخطوط التابعه لها وكأن لسان الحال كان يقول ( نحن فاضيين نحطلك لوحات ارشاديه ، احمد ربك عندك مطار ). وحتى وإن وجدت مرافق مريضه ومن الاستحاله أن تصل وترتقي إلى مرافق في مطار دولي ، فلقد كانت دورة المياه مغلقه وليس بها أي شخص وأرضيتها تسخط على قدمها وسوء منظرها. كانت المسأله بالنسبه لي هي مسألة وقت وانتظار لأغراضي الشخصيه ومن ثم المغادره ولكن لم استطع ، فلقد كانت نظراتي تترامى هنا وهناك والاسئله تجول في رأسي وعلامات الاستفهام تعلو وجهي طوال الوقت. هل يعلم الأخ المسئول أن أمريكا تدفع أموالاً طائله سنويا في صيانة ملاهي ديزني في فلوريدا بسبب أنها أحد واجهات البلاد. هل يعي السيد المسئول أن المطارات هي أحد أهم المعالم للبلد ؟ هل يعلم السيد المسئول بأن المطارات هي واجه للبلد التي يوجد بها المطار. ألا نخجل بأن نرى مطارات مثل هيثرو في لندن ومطار لوس انجلوس ومطار امستردام ومطار دبي والتي أطلق عليها مطارات دوليه ، ومن ثم نطلق على مطار مثل هذا مطار دولي ؟ الباصات التي أنهكها الزمن لم أرها إلا في هذا المطار ، واعتراضي ليس على الباصات إن وجدت بطريقه منظمه ومحترمه للركاب. ولكن لماذا وجود هذه التقنيات بالرغم من وجود المنصات والمسارات التي تصل إلى باب الطائره وتريح الركاب. لماذا لا يوجد المطاعم والمرافق الصحيه الراقيه ، لماذا لا يوجد أفخم أنواع المحلات في هذا المطار ( الفقري ) والتي نراها في مطارات العالم.