أمسية رمضانية ولا أروع تلك التي اضفى عليها رعاية غالية تشريف الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والاعلام في الحفل السنوي لجائزة كبير المعلقين العرب الاستاذ زاهد بن ابراهيم قدسي رحمه الله في نسختها السابعة أمسية تجلي فيها الحب والذكريات الجميلة ومشاركة نخبة من ابناء الوطن الكبير حيث كانت الجائزة لهذا العام المعلق الفلتة فارس عوض الذي ألهب القلوب قبل الأكف في تعليقه الرائع على المباريات التي اسندت اليه في عدة بطولات خليجية وعربية واقليمية وقارية وعالمية حازت الرضى والاعجاب من الجميع. والأجمل في تلك الامسية عندما باح معالي الوزير خوجه عن ذكرياته الجميلة مع ابو ابراهيم رحمه الله عندما اسس زاهد قدسي كازينو باحمدين في حي الخريق بمكةالمكرمة كأول ملتقى شبابي ترفيهي يضم شباب وشيب أم القرى وانشاء فريق الكرة الطائرة كأول فريق يدخل اللعبة في المملكة العربية السعودية وكان من ضمن افراده معالي الوزير عبدالعزيز خوجه وما ذكره من التنافس الشريف مع فريق المظلات العسكري للكرة الطائرة وغيرها من الذكريات الجميلة التي تؤكد ان زاهد قدسي رحمه الله يستأهل هذه الجائزة والتي خصصت باسمه والفضل يعود بعد الله الى ابنه البار المهندس ابراهيم قدسي الذي بذل من الوقت والجهد والمتابعة حتى تستمر الجائزة والتي تتطور مخرجاتها من عام الى عام، كما يعود الفضل الى السادة اعضاء لجنة الجائزة سعادة الاستاذ حاتم عبدالسلام رجل الأعمال رئيس مجلس ادارة نادي الوحدة السابق ومدير عام صحيفة الندوة وسعادة الاستاذ عبدالمعطي كعكي رئيس مجلس ادارة نادي الوحدة الحالي وغيرهما. وكل الشكر والتقدير لداعمي الجائزة هذا العام الشيخ عبدالعزيز سندي والشيخ زياد فارسي والشيخ أجواد الفاسي والعمدة محمود بيطار الجندي المجهول في الكثير من المواقف الاجتماعية والانسانية والرياضية في مكةالمكرمة. ومن نافلة القول ان تكريم الجائزة لهذا العام كان من حظ الدكتور المبدع صاحب القلم السيال والفكر النير هاشم عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة عكاظ الاسبق والدكتور عبدالرزاق ابو داود الاكاديمي جامعياً ورياضياً واجتماعياً، والاستاذ المربي القدير عبدالكريم المسفر الذي غاب عن المشاركة لمرضه (شافاه الله) والذي اتمنى على لجنة الجائزة زيارته في داره لتقديم التكريم لهذه الشخصية النادرة تربوياً ورياضياً حيث كان نعم الاخ والزميل للجميع والذي لا يتكلم الا عندما يطلب منه واذا تكلم ألجم الجميع بخبراته العريضة، فكل واحد من هؤلاء المكرمين تاريخ يمشي على الأرض، ولم تكن مفاجأة لي عندما أعلن عن اسمي المتواضع كمكرم هذا العام داعماً ومشجعاً ومؤازراً لهذه الجائزة بحكم العلاقة الكبيرة التي تربطني بزاهد قدسي رحمه الله متذكراً مرافقتنا لبعض لحضور مجلس صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله والذي قال بعد مشاركته في واجب العزاء (ان مكان زاهد قدسي شاغراً في مجلسنا) فكم من الذكريات الجميلة والقفشات المرحة التي كان ابو ابراهيم يقولها في خفة ظل نادرة الوجود ذهب زاهد قدسي الى جوار ربه في مثل هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم وفي خاطره حبة تمر يتصدق بها على اصحاب الحاجات فكم كان رحمه الله صاحب مواقف رجولية وانسانية لا تعلم شماله عما اعطته يمينه. ونعود الى حفل التكريم حيث قلت لمعالي الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجه خلال تسلمي للهدية التذكارية والتكريم الذي أعتز به ما حييت خصوصاً وانه جاء كأول تكريم لي بعد احالتي للتقاعد هذا العام لبلوغي السن النظامية بحمد الله وغناه حيث طلبت من الانسان عبدالعزيز خوجه التفضل بأمره الكريم للمسؤولين في ارشيف التلفزيون لتسجيل بعض المباريات واللقاءات التي كان فارسها الاول بلا منازع زاهد قدسي رحمه الله لدعم الفيلم الوثائقي للمرحوم بإذن الله تعالى. وللمساهمة في اثراء هذا العمل حيث ان الفيلم الذي يعرض سنوياً رديء الصوت والصورة فوعد معاليه خيراً في تحقيق هذا المطلب ودعم لجنة الجائزة بشكل احترافي يستحقه ابو ابراهيم رحمه الله والتي تقام سنوياً في القاعة الكبرى بمؤسسة مطوفي جنوب آسيا بدعم كامل من صديق الرياضيين سعادة الاستاذ عدنان بن محمد أمين كاتب والذي خصص ليلة سنوياً بقاعة المؤسسة للمساهمة الفاعلة في حفل جائزة زاهد قدسي رحمه الله. وأتمنى على لجنة الجائزة اعادة النظر في منح الجائزة للمعلقين ليس طعناً فيمن نالها ولكن حتى يأخذ بعض المعلقين السعوديين القدامى حقهم في التكريم، كالمعلق المشاغب محمد رمضان شافاه الله وغيره وان تعاد صياغة جوائز التكريم بشكل اكثر تجدداً ولو ان (ابو ابراهيم) في قلوبنا لكنه يستحق أكثر كما أتمنى اعادة طباعة وصياغة الكتاب الوثائقي لزاهد قدسي رحمه الله. رحمك الله يا زاهد وبارك فيمن خلفته من ذريه صالحة فمن خلف ولداً صالحاً لم يمت كما قيل. وعلى الله قصد السبيل.