في بلاد العرب متعة لاتتوفر للناس في اي بلد آخر وهو التسلي بايذاء الفنانين والفنانات ولقد شاهدت بعض حلقات برامج يفترض ان تكون كوميديه لافاجأ بممثلين من الوزن الثقيل والاسم الشهير والعمر الكبير يقعون تحت رحمة شباب يتفنون في اذيتهم وذكر معايبهم وترديد مايشينهم ولا يشرفهم بل وقد توقعت من فرط مايقال ان يسقط بعض هؤلاء الفنانين من كبار السن صرعى في الاستوديو بتاثير مايسمعونه من تقريع وتوبيخ واستهزاء. ولعل السبب في ذلك ان الفنانين العرب طيبون جدا ولايحبون المشاكل ولو تعرض فنان اوروبي او حتى هندي لما يتعرض له الفنانون العرب في هذه البرامج الهزليه فانه سيطربق عليهم جدران الاستوديو الكرتونيه ويلقن المذيع والمخرج درسا لن ينسوه ابدا. وأتذكر ماحصل منذ زمن للمذيع الانكليزي الشهير مايكل باركنسون حين سأل فنانة انجليزية سمراء سؤالا ظنت فيه نوعا من التهكم فقامت على الفور وصفعته على وجهه. والكثير من الفنانين العرب يعيشون فوق خط الفقر , او ربما تحته , فيما عدا افرادا قليلين هنا وهناك , وهذا يضطرهم الى الموافقة على المقابلات واللقاءات , مع اي فضائية معها دولارات ولو كانت برخص التراب دون ان يسأل الفنان عن نوع المقابلة وهدفها . وفي اوروبا وامريكا يمكن لأي صحفي ان يقابل اوباما او ساركوزي بسهولة ويدردش ويهزر معه ولكن يستحيل عليه ان يلتقي بنفس السهولة بفنان امريكي او اوروبي الا بعد العديد من الاتصالات والترتيبات , وقد يستغرق ذلك زمنا طويلا مع الشرط بكتابة الاسئلة وعدم الخروج عن النص ودفع الاتعاب الباهظة مقدما. ولقد تعرض احد فناني الهند مؤخرا لموقف غير لطيف عند دخوله امريكا فقام الهنود بالاحتجاجات العنيفة شعبيا ورسميا مطالبين بالاعتذار لهذا الفنان واعطاء الفنانين الهنود حقهم من التكريم والاحترام . اما الفنانون العرب فانهم يدعون الى هذه البرامج بمقابل مادي بسيط وتقدم لهم فكرة مضللة عن الاسئلة ثم يكتشف الفنان بعد الدخول على الهواء المباشر بأسئلة ساخنة عن مواضيع شخصيه لم يخطر بباله ان يسألها احد في الخفاء فضلاً عن الهواء المباشر فتسبب له حرجا شديدا واذية بالغة. علينا ان نحترم الفنانين العرب الذي يسعدون الملايين على الشاشات الصغيرة والكبيرة وعلينا ان نبين لأصحاب هذه القنوات استخفافنا بهذه البرامج التي تسىء الى العرب ككل قبل الفنانين , وعلينا ان نمتنع عن مشاهدة هذه البرامج الهابطة فيمتنع المعلنون عن تمويلها وتتوقف الفضائيات عن شرائها فيشعر المقدمون والمخرجون بعودة الوعي للمشاهد العربي الذي لم يعد يتقبل هذه النوعية من البرامج الرديئة كما أطالب نقابات الفنانين برفع دعاوى قضائيه على برامج الاساءة والتشهير بالفنانين العرب احتراما لحقوق الفنانين وسمعتهم وتاريخهم الفني الطويل .