استعرضنا بالأمس موقفاً واحداً من مواقف نتنياهو الكفيلة بنسف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين التي ستنطلق في الثاني من سبتمبر القادم وهو شرط الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة الاسرائيلية ويبين إلى أي مدى يبدو هذا الشرط تعجيزياً وليس أمراً قابلاً للتفاوض واليوم نستعرض موقفاً اخر لنتنياهو لا يقل خطورة عن الموقف الأول بل ربما يكون هو الأخطر على الاطلاق وهذا الموقف هو المتمثل في استئناف سياسية الاستيطان بعد انتهاء فترة التجميد في السادس والعشرين من سبتمبر القادم وهو موقف اعلنه نتنياهو وأكد على تطبيقه ولا شك أن الاستيطان هو السبب الرئيسي في عدم الاستقرار وفي التوتر الحالي وقد وصل إلى ذلك تقرير السيناتور ميتشال عندما كان مكلفاً بذلك قبل وصول أوباما إلى الحكم وميتشال الآن أصبح مبعوث الرئيس أوباما للسلام في الشرق الأوسط وهو يدرك خطورة الاستيطان وإذا لم يبادر بممارسة الضغط على نتنياهو ليكف عن استئناف النشاط الاستيطاني ، فإن المفاوضات الجديدة ستنهار ، وهذا ما المح إليه بالأمس كبير مفاوضي السلطة الفلسطينية صائب عريقات الذي قال إن الفلسطينيين سينسحبون من المحادثات الجديدة اذا أعلنت حكومة نتنياهو عن بناء استيطاني جديد مشيراً إلى أن الرئيس محمودعبارس قد بعث رسالة بهذا المعنى إلى المجموعة الرباعية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط. وعلى كل سننتظر انطلاق المفاوضات في الثاني من سبتمبر وسنترقب يوم السادس والعشرين منه إذا كان نتنياهو يريد ارتكاب حماقة باستئناف النشاط الاستيطاني الذي سيدمر أي أمل في السلام حالياً وفي المستقبل.