شجوني فاجأتني ياطبيبي ولا تخفى على فهم اللبيب تراها مقلة الأعشى تماماً ولا تحتاج تقريب القريب وجوه الناس شيباً وشباباً على غازي تغطت بالشحوب وكم من واحد منا حزين ومرتاع على موت القصيبي لقد مات كما قالوا صباحاً ولم أدر سوى قبل الغروب فاسترجعت حالاً ثم لذت أمام الخطب بالصمت الرهيب لما لا أجتوى وأبو سهيل أديب يالغازي من أديب أبا (يارا) حللت اليوم ضيفاً كريماً عند علام الغيوب وتدري مثلما ندري جميعاً بأن الله غفار الذنوب أبا يارا ذهبت وسوف يبقى أريج الذكريات كما الطيوب لقد كنت إذا ما قيل هيا إلى العلياء تسرع في الوثوب ولم نعلم بعزم كان أقوى أمام الخطب من عزم القصيبي سنرثيك بأغلى ما لدينا وأغلى ما لدينا ياحبيبي دعاء من قلوب يتعالى إلى رب من الداعى قريب وخير هدية تُهدى لغازى دعاء مستجاب من مجيب سنرثيك بدمع العين يامن ترحل والدموع بلا نضوب وسنرثيك بالشعر مذاباً وممزوجا بآهات القلوب لأنك كنت رمزاً للأباة محبا للبعيد وللقريب وندري أن غازي كان طوداً من الأطواد في وجه الخطوب ويوم الأحد الماضي صباحاً أصيب الطود بالسهم المصيب وداعاً أيها العملاق شعراً ونثراً طار في الأفق الرحيب لقد كنت عجيباً في الحياة وبعد الموت أعجب من عجيب قرنت القول بالفعل فمرحى ومرحى ثم مرحى للقصيبي فأكرم بالقصيبي من أديب لبيب شاعر فذ خطيب بشهر الصوم حين رحلت عنا بخامسه المبلل بالنحيب تكدر خاطري أسفاً عليك وخاطر كل إنسان نجيب فرحماك بغازي يا إلهي وقد آتاك في ثوب المشيب