أيام قلائل ويهل علينا شهر رمضان الكريم، الشهر الذي قال عنه سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار) فاللهم ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا واسرافنا في أمرنا واعتق رقابنا ورقاب ابائنا وأمهاتنا وكل من له حق علينا والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والأموات. ان هذا الشهر الكريم شهر الخيرات والحسنات وصوالح الأعمال حيث تضاعف فيه الحسنات وتمحى فيه السيئات وياحظ من بلغه الله هذا الشهر الكريم لنيل الخير العميم والفضل العظيم، ورحم الله مشايخنا الاجلاء وعلماءنا الفضلاء الذين كانوا يشعروننا بعظمة هذا الشهر الكريم والذي فيه ليلة هي خير من ألف شهر (ليلة القدر) اي ما يعادل عبادة أكثر من ثلاثة وثمانين عاماً هي أكثر من أوسط أعمار امة رسول الرحمة صلي الله عليه وسلم حيث ان أعمارها تتجاوز الستين عاماً بقليل والله يمد في الأعمار كما يشاء ويختار سبحانه وتعالى من يشاء. ولقد اختص الحق سبحانه وتعالى هذه الامة امة الاسلام خير امة اخرجت للناس اختصهم الحق بشرف الصوم وما فيه من الفضائل العظمى والمناقب الكبرى من أهمها: 1 اختص الله سبحانه وتعالى الصائمين بباب في الجنة يدخلون منه يوم القيامة اظهاراً لشرفهم وفضلهم يقال له (باب الريان) اذا دخلوه يغلق عليهم فلم يدخل منه احد غيرهم. 2 كما اختصهم الحق سبحانه وتعالى بأن جعل صومهم لهم حصناً حصيناً من النار وستراً يقي صاحبه مما يؤذيه من الشهوات حيث يقول صلى الله عليه وسلم (الصيام جُنة وحصن حصين من النار) ويقول ايضاً صلى الله عليه وسلم (الصيام جُنة من النار كجنة احدكم من القتال ما لم يخرقها بكذب أو غيبة). واختص الله الصائم ايضاً بأن جعل رائحة فم الصائم اطيب من ريح السملم كما قال المبلغ عن ربه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم (ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك). كما اختصهم الله بفرحتين فإذا افطر فرح واذا لقى الله فرح. كما اختصهم الحق بالشفاء من الأمراض الكثيرة ففي الحديث (صوموا تصحوا) كما اختصهم الله بابعاد وجوههم عن النار يقول المصطفى صلي الله عليه وسلم (من صام يوماً في سبيل الله بَعّدَ وجهه عن النار سبعين خريفاً وفي رواية اخرى (باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام). كما اختصهم الحق في قوله (السائحون) التوبة 112 حيث فسر بعض العلماء الصائمون بأنهم هم السائحون لانهم ساحوا الى الله عز وجل اي وصلوا اليه بسبب خروجهم عن مألوفاتهم ومقاساتهم عناء الجوع والعطش والصبر عليهما (إنما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب) الزمر اية 10 وقيل ان الصبر اسم من أسماء الصيام. واختصهم ايضاً بفضل افطار الصائم من غير ان ينقص من أجره شيئاً حتى وان كانوا من أهله وابنائه وخدمه وخادماته فقال صلى الله عليه وسلم (من فطر صائماً في رمضان من كسب حلال حلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبريل ليلة القدر ومن صافحه جبريل عليه السلام، تكثر دموعه ويرق قلبه..) الحديث. وفي فضائل الصوم بالمطلق فضائل اخرى عظيمة حيث تفرد الله سبحانه وتعالى واضاف ثوابه اليه دون سائر العبادات فقال عز من قائل كريم (الصوم لي وانا أجزي به) ومن ذلك ايضاً ان الصوم يشفع للعبد يوم القيامة (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.. ) فحيهلا بشهر الصيام وقراءة القرآن. وفيه ايضاً كما ذكرنا ليلة القدر حيث ورد في الحديث الشريف (ويغفر لكم في آخر ليلة قيل يارسول الله اهي ليلة القدر؟ قال لا ولكن العامل انما يوفي أجره اذا قضى عمله). وختاماً نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يغفر ذنوبنا ويستر عيوينا وان يهيىء لنا من أمرنا رشدا وان يوفقنا جميعاً للبر والاحسان ومواصلة الارحام والأخوان والاحسان الى الفقير والمريض والجوعان وانكسار النفس مهابة لله تلك النفس الامارة بالسوء، والتي نطلب الله ان يحولها الى نفس لوامة، تلوم على الرذائل والشهوات وعبادة الذات والعياذ بالله كما نسأله تعالى بأن يوحد كلمة المسلمين ويعلي كلمتهم وينصرهم على اعدائهم اعداء الدين وكل عام وانتم بخير. وعلى الله قصد السبيل. آخر السطور: (الدين النصيحة) (الدين المعاملة)