لعل من حسن الفرص ان تتكرر الهدية وان يتفاعل معها الذهن وان يكون لحضورها ما له من النبش والنشدان لهذا حظيت هذه الايام بكتاب سبق وكتبت عنه وتناولت الأشياء المهمة في نظري تجاه ما تناوله ولكونه اولا وآخراً منوط بالوطن بالحياة التي قد نقول انها ذات صلة بالهم التاريخي وبالمفاد الذي انتظم بعضاً من المسيرة الحاضرة مما يوحي للباحث ان هناك جوانب لابد من الوقوف على الحيثيات التي واكبت توجهها ومن ثم معرفة ما قدمته بعض الشخصيات ذات الشأن القيادي لبعض العشاير في مناطقها، ومن النافلة ان نقول ان الكتاب الذي يستهوي المهتمين بغض النظر عن حجمه او شخوص اسم صاحبه هو ذاك العمل المكثف الذي يضيف على ما لديه ويفتح الأفق ويحس بالثقة حين متابعته.. لا تقل لي : التبويب والمنهجة وكثافة الاوراق والاعادة والابداء في الذاتية ولكن قل لي : التوثيق وسلامة الاسناد والبعد ما استطاع المؤلف عن الاعادة والاستعراض المتكرر. اما هذا الكتاب الاثير الجديد فهو كتاب (الشيخ سعيد بن مشيط) شيخ وامير شهران العريضة، وشهران وما أدراك ما شهران قبيلة ضاربة في العمق من وجود قبائل جزيرة العرب حسباً ونسباً وعطاء وقوة، لم يطرق طارق الا وهي رافعة الراس منذ الجاهلية الموغله وعندما بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم عقدوا الألوية واوردوا الخيل وصدقوا ما عاهدوا الله عليه، لن اطيل في هذا الجانب ولا أحب النساخ والنقلة ولكنني أقول ان هذا الأمر مبسوط في المراجع العمد. بعث الي بالكتاب مؤلفه وجامعه الرجل الثقة عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط ابن المؤلف عنه ولكون هذا الرجل في الناصية أميرا ومن ثم محافظاً بعد تغيير المسميات منذ عقود فرطت او قل بعد وفاة ابيه حتى قبل سنوات قليلة فقد عايش أجيالاً من الشهود والرواة الذين خبروا والده علاوة علي ما لديه او ما احتك به من مدرسته الخاصة الأمر الذي يجعلنا نقدر هذا الجهد الذي لابد من ابرازه ولابد من احترام ما عرفت به تلك الأسرة وفاء مع المواطنة ومع ما قدمته لمنطقتها وما امتثل به الشيخ سعيد بن مشيط لأمانته قبل الوحدة وللمؤسس الملك عبدالعزيز ولرجاله الذين تولوا زمام الأمر في منطقة الجنوب الغربي للحجاز او ما يسمى بمنطقة عسير حالياً وشهران او حتى قبايل خثعم مجتمعة هم جيراننا وانسابنا زعيمها الفارس المفضال سعيد بن عبدالعزيز مشيط كما ان القادة من آل سعود قد صاهروا آل مشيط واعتبروهم من أخص الموفين لمنطقتهم وللوحدة.. لهذه الامور مجتمعة فإن هذا المؤلف قد سد نقصاً ربما لم ينتبه اليه بعض المؤرخين الذين رصدوا الحركة المباركة حتى وان لمح الى نباهة وحضور الشيخ سعيد من استعرض الوقائع المهمة في الجنوب لكن هذا العمل قد سد النقص مع انني متأكد ان هناك من الوثائق والأذكار والشواهد الشعرية الشيء الكثير لدى اسرة آل مشيط ومع ذلك لازلت متفائلاً بظهورها بعد قراءة هذا المؤلف وستكون الطبعات اللاحقة أشمل مع ان ما في الايدي كافياً اذا تعذر توفر ما هو معروف لدى البعض، وفي هذا السياق احب أن اذكر القارىء والمتابع انني قد تحدثت عن الشيخ سعيد بن مشيط في كتابي الذي نشرته في الصحافة المحلية تحت عنوان (جزيرة العرب وابن سعود) وأوفيته حقه وكذلك بعض من الشخصيات التي كان لها دورها البارز اثناء توحيد البلاد الا انني حتى الآن لم اوثقها واخرجها على شكل كتاب لكنها موجودة ربما في أرشيف جريدة الندوة وكذلك دارة الملك عبدالعزيز وبعض المراكز ذات الشأن. .