في الثامنة والأربعين من العمر يراهن المدرب لويس أنطونيو فينكر دي مينيزيس على الصبر والتواضع وروح التصالح مع النفس ، كي يتمكن من مواجهة التحدي الأكبر في مشواره ، تلك المهمة التي تتمثل في صنع منتخب برازيلي جديد قادر على رفع كأس العالم 2014 التي ستقام في البرازيل. المهمة التي ستكون أمام مانو مينيزيس ? وهو الاسم الذي يعرف به ? أعلنت بصراحة من جانب رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ريكاردو تيكسيرا. وقال رئيس الاتحاد لدى تقديمه المدير الفني «في 2014 سنحاول أن نجلب للبرازيل لقب بطل العالم المنتظر وأن نحصد السعادة التي غابت عنا لأعوام طوال ، عندما خسرنا كأس العالم (في البرازيل عام 1950)». وفي أول تصريح له بعد تأكيده كخليفة لكارلوس دونجا ، أوضح مينيزيس أنه يعي المسئولية الملقاة على عاتقه: «أعرف أنني سأتولى واحدا من أهم المناصب في البلاد. نتمنى أن نبني منتخبا قادرا على أن يجسد على أرض الملعب كل طموحاتنا ، كل أحلامنا ، كل أمنياتنا». لكنه حاول كذلك تبديد أي توقعات بشأن قيامه «بثورة» وشيكة ، وأوضح أن عمله في تجديد منتخب السامبا بعد الفشل في مونديال ألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010 لا يعني «شطب ما مضى وفتح حساب جديد»، فيما يتعلق بعمل سلفه كارلوس دونجا. ورغم أنه استبعد من قائمته الأولى 19 لاعبا من أصل 23 مثلوا الفريق الذي خسر أمام هولندا في دور الثمانية لمونديال جنوب أفريقيا ? من بينهم النجم كاكا ? أكد أن قراره ذلك لم يكن عقوبة أو بمثابة إغلاق للباب في وجه أبناء دونجا. وقال «إننا لا نستبعد أي لاعب من المونديال الأخير ، فقط نعتقد أن غالبيتهم بحاجة إلى الراحة في الوقت الحالي». ووفقا لمينيزيس فإن البرازيل ستبدأ الآن مرحلة من العمل الطويل المكثف ، في ظل هدفين رئيسيين: تحقيق الميدالية الذهبية الأولمبية للمرة الأولى في تاريخ البلاد في الدورة التي تستضيفها لندن عام 2012 ، والسعي إلى إحراز اللقب العالمي السادس في البرازيل عام 2014 . وفيما يتعلق بالهدف الأول ، ضم مينيزيس إلى القائمة سبعة لاعبين ستقل أعمارهم عن 23 عاما بحلول 2012 ، وبالتالي فهم مرشحون لشغل مقاعد في المنتخب الأوليمبي للبلاد. كما أنه يسعى إلى إعداد مجموعة من المباريات الودية للاعبين الشبان ، بمن فيهم الذين يلعبون في بطولات الدوري الأوروبية. وقال «سنحاول التفاوض مع الأندية الأوروبية. نعلم أن عليهم التزام بترك لاعبينا كي يستعدوا للأولمبياد ، لكننا نسعى إلى تقديم مشروع يتمتع بالحافز. نعتقد أننا بذلك يمكننا تحقيق التعاون وإعداد فريق قادر على تحقيق الذهب الأولمبي الذي طالما تقنا إليه». وفيما يتعلق بمونديال 2010 ، أبرز مينيزيس أن هناك «طريقاً طويلاً لابد من اجتيازه»، واعترف بأن قيادة منتخب البلد المضيف يعني مسئولية إضافية. وأوضح قائلا «علينا أن نصل إلى الكأس ونحن نتمتع بالقدرة على تحمل ضغوط كوننا أصحاب الأرض وأن نحافظ رغم ذلك على مكانتنا كمرشحين للقب». وبحسب مينيزيس ، فإنه لبلوغ النجاح من الضروري اتباع عملية «بطيئة وتدريجية» في تجديد الفريق ، لا تقتصر على مجرد تغيير اللاعبين. وقال «الأمر يتعلق بإعداد أفضل للبنية التي سيقوم عليها الفريق النهائي. بشكل عام ، ما يراه الناس في الملعب ، لكن تلك هي المرحلة الأخيرة من العمل. من أجل الوصول إليها ، هناك أمور كثيرة علينا القيام بها بشكل جيد. علينا أن نتحسن كثيرا وسنفعل». وبين الإجراءات المسبقة ، يبدو الاختيار الجيد لمنافسي فريق السامبا في المباريات الودية ، نظرا لأن كونها مستضيفة المونديال ، فلن يكون على البرازيل خوض التصفيات. وقال «إن ذلك أحد مصادر القلق. من أجل تجاوز تلك المشكلة ، علينا أن نبحث عن لعب مباريات ودية أمام فرق تفرض على فريقنا صعوبات ، وتتمتع بمميزات تزعجنا ، كأن تغلق دفاعاتها أو تلعب كرة بدنية. سيكون علينا أن نختار جيدا من أجل تجهيز المنتخب».