بزيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى تشاد أمس تكون العلاقات بين البلدين قد تجاوزت بصورة عملية مرحلة الخلافات القاتلة التي سادت بين البلدين لفترة قصيرة ، ولكن زيارة الرئيس التشادي ادريس ديبي للخرطوم ولقاءه البشير ازالت كل التحفظات التي كانت لدى الحكومة السودانية ، وتبع ذلك وضع اتفاقيات لمراقبة الحدود ونشر قوات مشتركة لرصد تحركات متمردي البلدين مما قلل من الهجمات المضادة لمتمردي الجانبين. وجاءت الخطوة التشادية الحاسمة في التعامل مع رئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم ومنعه من دخول الأراضي التشادية والعبور منها إلى جنوده في دارفور. هذه الخطوة أكسبت الحكومة السودانية الثقة الكاملة في تشاد وفي رئيسها وبادلتها حكومة البشير أمس الأول بخطوة مماثلة في إبعاد ثلاثة من قادة التمرد التشادي. كل ذلك مهد لأن تكون العلاقات السودانية التشادية على مستوى متقدم يسمح بالزيارة التي قام بها البشير ، ومن عجب أن هذه الزيارة تأتي بعد اضافة المحكمة الجنائية تهمة الابادة الجماعية إلى البشير ، وان تشاد من الدول الموقعة على اتفاق الجنائية ، ولكن ادريس ديبي قال انه ملتزم بقرار الاتحاد الافريقي بدعم البشير وفي الحقيقة ان مصالح البلدين التقت تماماً على الأقل في الوقت الراهن حيث لم يعد أي طرف يدعم متمردي الطرف الآخر.