احتشد مئات آلاف الاسبان في مدريد لتحية منتخبهم المتوج بطلا للعالم في كرة القدم للمرة الاولى في تاريخه بفوزه على هولندا في النهائي 1-صفر بعد التمديد في نهائي جنوب افريقيا، في يوم وصف بأنه “اكبر عيد في تاريخ اسبانيا”. كان المنتخب الاسباني وصل الى مطار مدريد باراخاس قادما من جوهانسبورغ، وكان قائده ايكر كاسياس، افضل حارس مرمى في المونديال، اول من خرج من الطائرة حاملا الكأس الثمينة وعلامات التعب والارهاق تبدو على محياه، تلاه المدرب فيسنتي دل بوسكي. اقلت طائرة خاصة تابعة لشركة الطيران الوطنية “ايبيريا” كتبت عليها عبارات مثل “ابطال العالم” و”فخورون بمنتخبنا”، اللاعبين من جنوب افريقيا، واستراحوا لبعض الوقت في احد فنادق العاصمة قبل ان يستقبلهم الملك خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو. حمل المحتشدون الاعلام الاسبانية الحمراء والذهبية وكانوا يهتفون “ابطال، ابطال، ابطال”، ولوح آخرون للاعبين من شرفات منازلهم المطلة على مسار الحافلة السوداء التي اقلتهم، وتسلق البعض الاشجار لرؤية ابطالهم. وكان نحو 14 مليون اسباني تابعوا المباراة النهائية، واحتفل عشرات الالاف بالانتصار في شوارع المدن الرئيسية في الليلة ذاتها ما ادى الى سقوط قتيلين واكثر من 100 جريح واعتقال 21 شخصا. “انهم مئات الالاف” قال رئيس بلدية مدريد، في حين ان احد معلقي التلفزيون الاسباني قدر العدد “بأكثر من مليون”، وتحدث عن “اكبر عيد في تاريخ اسبانيا”. وهتف الالاف “شاهدنا كأس العالم لثانية” اثناء مرور الحافلة المكشوفة التي اقلت اللاعبين وشقت طريقها بين الحشود في مدريد، وتحديدا في المكان المعتاد لاحتفالات ريال مدريد بانتصاراته، وسط صيحات “ابطال ابطال”. حمل كاسياس العلم الاسباني الاحمر والذهبي وعليه علامة الطور السوداء، اما نجم برشلونة تشافي فكان يرفع الكأس امام الجمهور، بينما شاركت طائرات مقاتلة تابعة للجيش الاسباني في الاحتفالات تاركة وراءها سحابة بالوان العلم الاسباني. سارت الحافلة ببطء بين الحشود واحتاجت الى اربع ساعات لاجتياز مسار بطول ثمانية كليومترات، وكانت وصلت متأخرة نحو ساعتين ونصف الساعة. وتوجه اندريس انييستا مسجل هدف الفوز في النهائي الى المحتشدين عبر الميكروفون قائلا “بفضل الاخطبوط بول اصبحنا ابطال العالم”، اما كاسياس فقال “لقد حققنا حلم طفولتنا”، واعتبر تشافي “انه امر رائع ان نرى هذا العدد من الناس السعداء”. وكان الاخطبوط الالماني بول توقع فوز اسبانيا على هولندا في النهائي، كما صحت توقعاته في جميع مباريات المنتخب الالماني بما فيها خسارته في الدور الاول امام صربيا. واعتبر الملك خوان كارلوس خلال استقبال الابطال في القصر الملكي “الانتصار مستحق من قبل منتخب استثنائي جعل قلوب جميع الاسبان تخفق”، مشيرا الى “الفخر الكبير ان نرى اسبانيا بطلة للعالم. هذا النجاح يوحد الاسبان وينشر اسم اسبانيا في العالم اجمع”. من جانبه، رقص ثاباتيرو في حدائق القصر الحكومي مع اللاعبين وهو يحمل الكأس، وقال “بهذا الانتصار الكبير، جعلتم صورة اسبانيا براقة في العالم. هذه الكأس، انتم فزتم بها، لكنها تعود الى الاسبان جميعا”. ووضعت اسبانيا خلفها للحظات ازمتها الاقتصادية الحادة ونسبة البطالة البالغة 20 بالمئة والانقسامات السياسية والقومية للاحتفال باحراز كأس العالم للمرة الاولى، فعاشت بالفعل أمسية تاريخية الاحد، كما ان العيد كان ما يزال مستمرا حتى فجر امس الثلاثاء.